رحيل بوفرتل | حتى لا ننسى ضداعلى النسيان
ذ الحسين امكويتمردا على التهميش وانتفاضة على الإقصاء دا لحسن بوفرتل صوت الشعب ابن الشعب فنان الشعب
ماذا يعني موت فنان كبير مثل بوفرتل أحد أكبر إقاعي الأغنية المغربية. موته يعني أن شيئا ما في حياتنا قد انطفأ وأن الذي انطفأ لن يعوض وأن علينا أن نتعود على الحياة دون بوفرتل. وهذا ليس سهلا فقد كان مالئ الدنيا فنا وتمثيلا وأصالة أحد المبدعين الكبار الذين تغنوا بقيم الانسان والارض واللغة والهوية جمع بين الموسيقى والتمثيل عاش بوفرتل: تمغرت نوورغ موكير تيهيا و تي في تي تمازيغت وحو اونامير وكان يمثل جيلا هو جيلنا. جيلنا الذي عاش القمع والرصاص عاش بوفرتل لحظات من نصر وأعواما من هزيمة. عاش الأمل وخيبة الأمل عاش حلم وحدة المجموعة وعاش موت الحلم ضحك ساعة و بكى أياما.
أبهرت إيقاعاته الجمهور وشهد له بالكفاءة العالية فنانون مغاربة وأجانب عاش عصرا فنيا غنيا كنا فيه على هذا شهودا.عندما تصدر مجموعة ازنزارن أغنية أو ألبوما كنا نتظاهر في الشارع ضد التهميش والفوارق الطبقية تنادي مجموعة ازنزارن فيستجيب المغرب فيثور. قصائد إزنزارن اصبحت تدرس اليوم في المقررات الجامعية كشيء من الماضي. الكل يعرف كيف تتم الكتابة اليوم وكيف يلمع كاتب كلمات في الصباح ثم يخبو في المساء ليعود فيختفي صباح اليوم التالي. كان بودنا لو بقي بوفرتل حيا ليرى بأم عينيه.
عاش الفنان الكبير بوفرتل عصرا كان يتبرع فيه الجمهور بماله لنصرة الالتزام و الجدية. كان يكفي ان نذكر إسم ازنزارن ليهتز المغرب من طنجة الى الكويرة. عاش الفنان بوفرتل عصر ازدهار المجموعة. لقد عاش بوفرتل : إمي حنا وتخيرا والطبلة و ازليض و أطان ونتغني واشهر اغاني ازنزارن.
سحابة خجل تمر بنا أحيانا و نحن نسمع هذه الأغاني. عاش بوفرتل عصر النوم. نوم هذه المجموعة التي أصبحت لا تهتز مهما حدث. بعد بوفرتل سقط مجموعة من الفانين الكبار. الوضع اليوم هادئ هادئ حتى الضجر لقد ألقى بوفرتل سلاحه مبكرا تفرغت المجموعة لفن إفراح الجماهير بدلا من تثوير الجماهير.
لم يمت بوفرتل لأنه كما قيل بعد صراع مع المرض. لقد مات منذ اللحظة التي شعر فيها أن أمسه أصبح خيرا من غده و أن ماضي الأحلام والأمال الكبيرة قد ولى إلى غير رجعة وأنه لو عاش فسيفقد حتى القدرة على استرجاع الذكريات الحلوة مثلنا جميعا مع الفارق أننا نقبل بكل شيء. لا نميز بين الفن الراقي و الفن الهابط. نعم تبلدنا وتقبلنا و نعيش عصر انحطاط الاغنية.
و لذلك فقد عاش بوفرتل ومات كبيرا أما الصغار فهم لا يملؤون الدنيا حتى يكاد الإنسان ألا يجد له مكانا من شدة الزحمة.