-->
موقع إموريك للفن الأمازيغي موقع إموريك للفن الأمازيغي

ميكانيزمات تأسيس مجموعة إنرزاف | الجزء الأول : مجموعة إقبيلن

 

مجموعة إنرزاف | الجزء الأول : مجموعة إقبيلن

بقلم الأستاذ لحسن إمكيوي

اليوم سنحط الرحال عند شخصية فنية بارزة، أثارت الكثير من الجدل، و أسالت الكثير من الحبر، في نظري يعد هذا الفنان هرما يستحق الكثير من الإهتمام، و يعتبر مرجعا هاما من مراجع مدرسة "تاكروبيت" ....
إنه حميد بايح، اسم الشهرة حميد إنرزاف، من أبرز نجوم "تاكروبيت" خلال العقود الماضية و الحالية، ولد بدوار السوالم اشتوكة طريق تزنيت، و لما انتقلت اسرته الى بنسركاو، تابع دراسته هناك ، و بعد المغادرة، بدأ ولعه بالفن، بحبه للموسيقى، الى أن أصبح واحدا من فتيان الساحة الفنية المغربية الجذابين، و أكثر فنانيها شهرة و وسامة، حميد إنرزاف فنان ذو ميزات خاصة جدا، تربى حسه الفني منذ نعومة أظافره، و كيف لا، و هو خطا أول خطواته الفنية ببيت الفنان المرحوم حسن أعطور، الذي يعتبره حميد بمثابة أخيه الأكبر، و يعترف به كأستاذ تعلم منه الكثير، حيث أمضى مدة طويلة معه في بيته الذي يعتبر مقرا لمجموعة "أودادن"، و محجا لجل فناني و فنانات المنطقة، يقول الفنان حميد إنرزاف "بدأت هوايتي في الفن منذ الصغر، حتى كبرت والتقيت بفنانين كثر، و لما انتقلت اسرتي الى بيت المرحوم حسن أعطور بفضل الرابط العائلي، ترعرعت هناك و لما انفصلت عن الدراسة سنة 1983، انصب اهتمامي على كل ما له علاقة بالفن، و بالممارسة تعلمت الكثير، بالإحتكاك و الملاحظة كذلك، و واصلت بعدها البحث والعمل وشق الطريق نحو مسيرتي الفنية"........هذا الأمر انعكس على موهبته وتطويرها تدريجيا، فعلاقته مع الموسيقى بدأت منذ الصغر وكانت من اولويات اهتماماته ، وتوطدت علاقته بها ، فاكتسب خبرة في التعامل مع الآلات الوترية، و قد استغرب منه وقتها الكثيرون لطريقة عزفه الجيد على آلة البانجو، و هو لا يزال في مرحلة التحصيل بالملاحظة و المثابرة، يقول الفنان حميد إنرزاف أن هدفه في المقام الأول، من التقرب و الإحتكاك بالفنانين الكبار، هو الوقوف و الإطلاع على المقامات الموسيقية، و كسب ثقافة موسيقية، تمكنه من التحدث بطلاقة لغة الموسيقى...
بدأت تفاصيل قصة هذا الفنّان الشامل من مسقط رأسه ومرتع صباه “بنسركاو”، المدينة التي شهدت بروز عدد كثير من المجموعات الغنائية، المدينة التي كانت تتداخل فيها أصوات متفرقة و مجموعة من الأنماط الموسيقية، مكوّنةً سيمفونيةً رائعة ومزيجًا ساحرا كان كافيا كي يستثير عشق الترحال، ويوقد جذوة الإبداع لدى فنّانيها، وهي حكايةٌ تكاد لا تختلف عن مثيلاتها المتعلقة بفنانين آخرين أنجبتهم هذه البلدة العريقة بفنونها المختلفة.....
لا يجد حميد بايح غضاضة في تسميته بالفنان حميد إنرزاف، بل إنه يفتخر بهذا اللقب حيث أنه من صنع الشهرة لهذا اللقب، حتى أصبحت مجموعة إنرزاف مقرونة باسمه، لكنه في نفس الوقت لا يريد أن يكبر في جلباب الآخرين، ولا يعمل على تقليد أو محاكاة أي فنان مهما كان، بل يريد أن يكون له أسلوبه الخاص في الغناء....
شرع في العزف صغيرا، كجل أقرانه منجذبا نحو الموسيقى بعفوية ، فكان يصنع آلته الوترية من مواد بدائية جدا، من أسلاك معدنية و خشب و صفيح، و لما كبر قليلا كانت له قيثارة جافة لا يفترق معها، ترافقه في جميع تنقلاته، فكان يصعد الى منصة الحفلات المدرسية منذ مستوى الإبتدائي ، حيث كانت له اهتمامات بالغة بالأنشطة المدرسية، من مسابقات ثقافية و تمثيل و غناء، من هنا أخذ ألباب الجمهور بغنائه الساحر و صوته المبحوح، بعد هذا المراس و الإحتكاك و تنامي الوعي، ترك الدراسة أواسط الثمانينات، و بالتحديد 1985، بعد عامين تقريبا التحق بالتكوين المهني أو ما يسمى آنذاك بالإستئناس المهني بالمقر الموجود بجانب المسرح البلدي بإنزكان، يوجد بهذا المقر نادي للفتيات اللائي يتعلمن الخياطة، و روض للأطفال، و قسمان للتكوين المهني، تدرس في أحدها الموسيقى، و شاءت الأقدار ان يلتقي هناك بشباب من تراست ، الجرف، و إنزكان، كلهم حيوية و ذكاء، لتتبلور ولادة تجربة غنائية شبابية ، كان فيها دور العازف و المغني لفناننا الشاب حميد إنرزاف، كانوا يشتغلون على آلتين للعزف، الأولى للفنان حميد إنرزاف أكوستيك و الثانية لأحد الشباب ( accoustique avec pastilla ) و الإيقاع و الكورال لشباب و شابات يدرسن بنفس النادي، كانت هذه المجموعة تنشط في الحفلات المدرسية و حفلات عيد العرش و الحفلات الخاصة و العامة، في هذا النادي مارس كذلك لعبة كرة القدم ، حيث تنبأ له استاذه بالقاضي بمستقبل في هذه اللعبة، لعب لفريق ( équipe minime) رجاء أكادير، و لعب كذلك لفريق ( équipe cadet) حسنية أكادير......
يقول الفنان حميد إنرزاف على هذه المرحلة، أنه بالموازاة مع هذه الأنشطة داخل هذا النادي ، كانت له لقاءات مع مجموعة من الشباب ببنسركاو، كانت تجمعه بهم علاقة صداقة، و كانوا يجتمعون كلما أتيح لهم ذلك، و لما جاءت الفرصة ، قرروا تأسيس مجموعة غنائية على غرار ما كان موجودا على الساحة الفنية الامازيغية، هنا ستعرف المسيرة الفنية لحميد إنرزاف نقطة تحول هامة، عندما سيصبح عنصرا أساسيا ضمن هذه المجموعة من الأصدقاء، و في سياق تلك المرحلة، يقول الفنان حميد إنرزاف، أنه غادر المدرسة بعد أن وضع نصب عينيه، أن يصبح نجما غنائيا، بداية 1986 سيتم تأسيس مجموعة "المسابيح"، ثم "الأحنان" التي ستستقر في مجموعة "إقبيلن"، عل يد مجموعة من الشباب منهم:
حميد إنرزاف،
بودرزات محمد،
صانيا عبد الله،
حسن باطش،
بوبكر أوشطاين،
مسافعي الحسين،
باعمي عبد الله،
الأخوين باشا مصطفى و رشيد، اللذان لم يمكتا كثيرا مع المجموعة... هذا التأسيس انطلق من توحد الرؤى و الأهداف، و اتخذت المجموعة مقرا لها في الأول، ببيت بودرزات محمد ثم بيت مسافعي الحسين، قبل أن يستقروا بأكرور نأيت أشطاين، بنوا فيه أحشوش سموه "تيكزانو"، و هناك ارسوا هدفهم الذي يتجلى في إيصال رسالة فنية الى جمهورهم ، حيث قرروا اتباع نهج مخضرم، اي عدم إقتصارهم على نمط واحد، قررت المجموعة تسجيل أول ألبوم لها ، بعد أن تم تلحين القطع، و بعد تهييء جميع الظروف الأولية، حيث كانت جميع القطع كاملة بجميع التحسينات، وصلت المجموعة الى مرحلة الحسم في تغيير اسم المجموعة من مجموعة "الأحنان" الى مجموعة "إقبيلن" نظرا لما يعنيه هذا المصطلح الأمازيغي دي الدلالات العميقة "إمزاين" أو "إنبكيين"....في سنة 1988 كانت مجموعة "إقبيلن" على استعداد لتوقيع شريطها الأول بالتشكيلة التالية : حميد إنرزاف، بوبكر أوشطاين، باطش حسن، مسافعي الحسين، بودرزات محمد... حزموا حقائبهم و اتجهوا نحو الدار البيضاء ، و سجلوا ذلك الشريط لصوت الغزال الدار البيضاء.....
يحكي حميد إنرزاف، أن التسجيل في الأول كان في استديو زرياب بطريقة ( multipistes)، و لما أرسل لهم نسخة أولية ( échatillon عينة) ليستمعوا لها ، إذا كان هناك ما يمكن تذاركه او تصحيحه، رفضته المجموعة ظانا منها، أنه التسجيل الأخير الذي سينزل الى الأسواق، بحكم قلة تجربتها في المجال، فقررت إعاد تسجيله هذه المرة باستديو بوعزة بالدار البيضاء بمير السلطان، باسم شركة صوت الغزال زنقة موحا أسعيد، نزلت المجموعة عند العاملين بصوت الغزال، بعضهم نزل عند أحد العاملين و البعض الآخر عند صاحب الشركة المرحوم عبد الله صاحب صوت الغزال... فرغم ان عملية توزيعه كانت محدودة، إلا أن الشريط كان رائعا و كان بداية مشرفة لمجموعة "إقبيلن"، و يكفي تنقل هذا الشباب الى الدار البيضاء لتسجيل عملهم، ليبرهنوا للجميع انهم جادون في مسارهم الفني، و كانت رغبتهم في امتلاك حب الجمهور و إرضائه بأعمال رائعة.....
سألت الفنان حميد إنرزاف عن الرسالة التي يودون ارسالها لجمهورهم اليوم، فكانت إجابته، أن لكل فنان رسالة معينة يرغب في تمريرها عن طريق فنه، و أن الجميع يتطلع الى كسب قلوب الجمهور كأول قصد، و نيل استحسانه من خلال الأعمال التي يقدمها لهم...
كان اهتمام المجموعة في بداياتها منصبا على الاشتغال في المناسبات والمحافل، خصوصا تلك المرتبطة بالأعراس وحفلات أعياد الميلاد، وأيضا تنشيط بعض الجلسات الفنية التي تكتسي طابعا خصوصيا، و أمام هذا النجاح الذي حققته مجموعة "إقبيلن" على مستوى الكلمات و الألحان، بدأوا في تهييء شريط جديد ، كان مقررا تسجيله لصوت النجوم، و في خضم التدريبات التي رافقت هذا العمل، حدث طارئ غير من مجرى الأحداث ، و انتج وضعا جديدا داخل مجموعة "إقبيلن"...
الجزء_الثاني : ميكانيزمات تأسيس مجموعة إنرزاف، مجموعة إنرزاف النسخة الأولى و مجموعة إنرزاف النسخة الثانية....


التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع إموريك للفن الأمازيغي

2022