مسارات مجموعة أودادان | الجزء الخامس
اعداد الاستاذ الحسين إمكوي
المكان : الولايات المتحدة الأمريكية الزمن : 11 - 12 / 1998 الرحلة التاريخية لمجموعة أودادن 1998 الى أمريكا.
أواخر سنة 1998 ستشهد العاصمة الامريكية واشنطن مهرجانا هو الأول من نوعه ، إذ أقامت الشبكة العربية التلفيزيونية الأمريكية مهرجان أنا العربي و شمل ندوات اقتصادية و اجتماعية ، و مسابقات لاختيار أحسن أغنية عربية أمريكية. و كما تعرفون لم يقتصر إحياء الحفلات في تسعينيات القرن العشرين على المهرجانات فقط ، فقد شارك الأمريكيون العرب في احتفالات أخرى و نظموها في كل أنحاء الولايات المتحدة مثل احتفال أنا العربي في واشنطن العاصمة و الإحتفال العربي في سانفرانسيسكو و مهرجان شرق ديربورن الدولي و المهرجان العربي في ميلاووكي و نكستون ومهرجان العالم العربي في ديترويت و هذه المهرجانات التي تَعرِض في العادة الأطعمة و الملابس و الفن و الأفلام و الموسيقى و الرقص العربي التقليدي تشارك في هذه المهرجانات فرق مختلفة للرقص و الموسيقى من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
وكان أنذاك السيد محمد بنعيسى سفيرا للمغرب بواشنطن العاصمة و قد اشتغل من قبل بالثقافة واهتم بها قبل أن يعين وزيرا للثقافة، و رغم عودته للمجال الدبلوماسي كسفير ثم كوزير خارجية بقي مهتما بالشان الثقافي و ساهم الى جانب آخرين في إطلاق مهرجان مدينة أصيلة، الذي كان له حضور دولي و صيت عالمي.
نفس الشخص، كان له دور كبير في تنظيم مهرجان انا العربي في نسخته الأولى، الذي كان مخصصا لمشاركة دول الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، وقرر استدعاء مجموعة غنائية أمازيغية من المغرب بعد أن كان التنسيق مع أحد أبناء الجنوب و بالضبط نواحي مراكش السيد مهمد بوخرص، الذي يشتغل بالسفارة المغربية بواشنطن، وأكد هذا الأخير لسعادة السفير أن مجموعة أودادن تعرف إجماعا كبيرا في جميع أنحاء المغرب عربا و أمازيغا، وزد على ذلك انها مجموعة لها سمعة جيدة و ستكون بدون شك خير ممثل للملكة المغربية في هذا المهرجان الكبير.
يقول ضيفي الفنان الحسن أشاور ان الإتصال كان في الأول بين وزارة الخارجية بالمغرب و السفارة المغربية بواشنطن العاصمة، وفي نفس الوقت كان هناك اتصال آخر في مدينة مراكش بين السيد محمد بوخرص أحد موظفي السفارة المغربية بواشنطن و رئيس مجموعة أودادن عبد الله الفوا، كان اللقاء في الأول وديا ثم تكرر لكي يصبح لقاء عمليا فاقترح عليه السيد محمد بوخرص المجيء الى الولايات المتحدة الأمريكية هو و مجموعته للمشاركة في أول مهرجان عربي بواشنطن العاصمة ، ينظمه النادي العربي بالمدينة ، طبعا لتمثيل المغرب في هذه التظاهرة المهمة ،كما أبلغه ان هذه المشاركة ستكون محطة أولى تليها محطات أخرى و مشاركات أخرى في مدن أمريكية أخرى ، كان رد رئيس مجموعة أودادن إيجابيا و استحسن الفكرة بل شكره على اهتمامه بالفن الأمازيغي و على اختياره لمجموعته. اتصل الفنان عبد الله الفوا بالفنان أشاور الحسن و زف له هذا الخبر و طلب منه أن يسافر الى مدينة الرباط ثم الإتصال بالسيد عبد الرحيم بويوض بوزارة الخارجية بالرباط العاصمة .
الحسن اشاور عن الرحلة
يعود بنا الفنان الحسن أشاور الى هذا الزمن البعيد و يقول : انتقلتُ مباشرة من مدينة أكادير الى مدينة الرباط و قصدتُ وزارة الخارجية و طلبوا مني هناك ان أمكنهم من صور شمسية لجوازات سفر جميع أفراد المجموعة ، وبعد اتصالي برئيس المجموعة و كذا جميع الأعضاء الآخرين ، حضر رئيس المجموعة الى الرباط و نزلنا عند الفنان محمد البياز في بيته الذي يعتبر مقر المجموعة بالرباط و في الصباح الباكر ذهبنا نحن الثلاثة الى وزارة الخارجة لكي يتعرف رئيس المجموعة على الشخص المكلف بترتيبات هذه الرحلة عن قرب، بعد هذا غادر رئيس المجموعة الرباط متجها نحو أكادير و بقيت أنا بالرباط لكي أكون قريبا من الوزارة و السفارة، بعد يومين تقريبا، أرسل لي أفراد المجموعة صور جوازاتهم عبر الحافلة ،وبعد أن تسلمتها من محطة القامرة قصدتُ وزارة الخارجية مرة أخرى و سلمت للشخص المسؤول الوثائق المطلوبة، مرت تقريبا عشرون يوما ليأتي الجواب الإيجابي و كذا خبر إرسال السفارة المغربية بأمريكا عقد العمل الذي يخص المجموعة، و يضيف أنه بعدما أصبحت الأمور جدية والسفر الى أمريكا أصبح وشيكا ، وأن ما كان حلما بدأت اخيرا بوادر تحقيقه تظهر.
بعد تسلمي لعقد العمل، طلب مني الموظف بالوزارة الخارجية إحضار جوازات سفر أفراد المجموعة وصور فتوغرافية و كذا ثمن كل تأشيرة المقدر آنذاك ب 450 درهما، اتصلتُ مرة أخرى برئيس المجموعة وحكيتُ له كل شيء وانتقلتُ الى الدار البيضاء، واتصلتُ بالصديق رضوان إعشاقن الذي استقبلني في بيته وساعدني في جميع الترتيبات وإعداد الملف كاملا بعض ضمًه جميع الوثائق المطلوبة، و فيما يخص النقود قصدتُ مباشرة شركة علي لاحباب بعد ان اتصل بها رئيس المجموعة، طلب من صاحبها المرحوم علي لاحباب ان يمدني بما قدره 3000 درهم، وفي نفس اليوم اخذتُ الحافلة متجها نحو الرباط، استرحتُ بمنزل محمد البياز وفي الصباح الباكر طرقتُ باب وزارة الخارجية عند نفس الشخص و قدمتُ له الملف بجميع الوثائق و طلب مني الرجوع مساء نفس اليوم من اجل الجواب، وفي الرابعة مساء رجعت الى الوزارة، وكان الجواب إيجابيا و ناولوني جميع الجوازات و عليها خاتم التأشيرة، هاتفتُ على التو رئيس المجموعة الذي هنأني و طلب مني البقاء بالرباط علما ان المجموعة ستحيي هناك سهرة يوم السبت والأحد بالرباط ، يوم الإثنين رجع الجميع الى مدينة أكادير وبقيتُ وحدي بالرباط من أجل أخذ تذاكر الطائرة من الوزارة.
وأنا أقوم بتوضيب أوتجميع هذه المعلومات استرجع أكبر المحطات التي سجلت فيها المجموعة حظورها وبصمت فيها على الساحة الفنية، وظروف الاحتكاك بجميع الفعاليات التي تشتغل على الأغنية الأمازيغية، وأقول في قرارة نفسي، يكفينا اليوم أن نفتخر بأودادن كمجموعة خالدة، و أنه من الضروري أن ننصفها بدل الإعلام و المثقفين.
ثم يعود بنا الفنان الحسن أشاور الى ذاك الزمن البعيد، وبتقدير بالغ، يتذكر أسماء فنانين مشهورين في الوطن العربي وشمال أفريقيا كانوا مشاركين في هذا المهرجان كالفنان محمد عبده من السعودية و الفنان السوداني السيد خليفة صاحب الأغنية الشهيرة إزيكم كيفنكم والفنان السوري ماهر مجدي من سوريا و المنشطة المغربية المشهورة فيروز الكرواني ومجموعة الرقص الفولكلوري من لبنان وآخرون ويعترف أنهم تركوا بصمتهم على المستوى الموسيقي والإنساني.
ويضيف ضيفي أيضا، ان هذه التظاهرة الأولى و الفريدة من نوعها، شهدت لحظات تاريخية كبيرة عبر كلمات بعض الساسة العرب والأمريكان، ككلمة الأمين العام للجامعة العربية آنذك، و بعض ممثلي البعثات العربية والشمال أفريقيا بالولايات المتحدة، وكذلك كلمة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، و للأسف ينفي ضيفي وجود أي صحافة عربية لتغطية هذا الحدث فقط قناة MBC و الباقي كله صحافة أمريكية أمريكية او امريكية عربية محلية و وطنية.
ويضيف الفنان الحسن أشاور في هذا الصدد: على الرغم من أننا كنا متمكنين من عملنا إلا أننا انبهرنا لما عرفنا أن مجموعة أودادن هي وحدها التي تمثل المملكة المغربية في هذا المهرجان الكبير.ويضيف أشاور : أمضينا شهرا كاملا في الولايات المتحدة، من أواسط شهر 11 الى أواخر شهر 12 سنة 1998 وقبل أن نعود إلى المغرب كان لنا لقاء مع مجموعة من الأشخاص من الجالية المغربية الذين ضيفونا في بيوتهم وأحسنوا معاملتنا وفرحوا بنا كثيرا. وبنفس النبرة التي تزاوج بين الحنين والفخر، يتذكر أيضا عائلات مغربية كبيرة في السلك الديبلوماسي بالولايات المتحدة ضيفت المجموعة وكانت تدعوهم إلى بيوتها.
و يخص بالذكر لا الحصر الدكتور الراضي من أصول تيزنيتية دكتور الأسنان chirugien dentiste، حيث أكد لي الفنان الحسن أشاور أن هذه المبادرة تركت أثرا جيدا سواء لدى المجموعة اوعائلة الطبيب المستضيفة، كما أنها كانت مناسبة للانفتاح على المطبخ الأمريكي، و يضيف ضيفي أنه سعيد جدا لأنه تعرف على عائلات مغربية أمريكية. و لما سألته عن الأكل أسهب كثيرا في وصف الأكلات الشهية والمتميزة غير أنه أشار لي أن المهم ليس هو الأكل و إنما التعارف والإنفتاح على الثقافة الأمريكية.
هذا الإنطباع تُرك أيضا عند فتاة تعيش في أمريكا هي وعائلتها، أصلها من حاحا، كانت تبحث عنهم يوميا لتخبرهم انها معجبة بالمجموعة حد الهوس، واصرت أن تستضيفهم في بيتها، رفقة والدتها و والدها وإخوتها، كما يتذكر ضيفي أن والد الفتاة قال لهم، إنه جميل جدا أن ترى المجموعة التي تسمع عنها دائما في الإعلام، واقعا مجسدا أمامك و تنصت بنفسك لافرادها يتحدثون أمامك.
نفس الشخص سي محمد بوخرص سيتصل هذه المرة بأحد مغاربة أمريكا من أصول أمازيغية، وهو من البعثة الديبلوماسية بمدينة اولاندو ولاية فلوريدا من أجل الترتيبات لاستقبال المجموعة بالمدينة، من أجل إحياء سهرة مغربية بحضور جميع المهتمين بالثقافة المغربية.
يحكي ضيفي أن السهرة احتضنتها مزرعة كبيرة في ملكية هذا الشخص دو الأصول الأمازيغية بأورلاندو وقد مرت السهرة في أجواء متميزة، استمتعت خلالها الجماهير الغفيرة بوصلات فنية أبدعت فيها المجموعة باللغة الأمازيغية واللغة العربية وشهدت حضورا وتوافدا جماهيريا غفيرا فاق كل التوقعات، وكالعادة أبدعت المجموعة وأدت أروع أغانيها والتي تفاعل معها الجمهور بشكل تلقائي.
وشارك في هذا الإحتفال أزيد من 2000 شخص قدموا من ولاية فلوريدا ومن باقي الولايات الأمريكية، في هذه التظاهرة الثقافية، التي نظمت بمبادرة من غرفة التجارة المغربية بتعاون مع مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، كما يتضمن الإحتفال كذلك كل صنوف ومظاهر الحياة المغربية من طبخ الطاجين والكسكس. ولباس أزياء أمازيغية مغربية الفساتين التكاشط الجلباب، وأغنيات، ورقصات، وطرز، وخياطة وحتى تلك المجالسة المصنوعة تقليديا، والتي تزين في العادة غرف الجلوس العائلية في البيوت الأمازيغية وتم تنظيم معرض لمنتجات الصناعة التقليدية ديكور، خزف، حلي يعكس غنى وتنوع التراث والتقاليد المغربية العريقة.
انتهت السهرة و كان جميع الحاضرين راضون على عرض المجموعة ثم ذهب الجميع للاستمتاع بقسط من الراحة لأنه في اليوم الموالي تنتظرهم رحلة تفقدية وسياحية الى والت ديزني في نفس المدينة. وبنفس النبرة التي تزاوج بين الحنين والفخر، استرسل ضيفي في الكلام ويحكي أن المكان كان رائعا، و انهم أذهلوا من كل ما شاهدوه هناك، و من حسن الحظ، أن تواجدهم هناك صادف افتتاخ منتزه ديزني مملكة الحيوانات، و يضيف الفنان الحسن اشاور ان الرحلة في هذا العالم الغريب بدأت على الساعة التاسعة صباحا ووصلت العاشرة مساء دون أن يتمكنوا من زيارة جميع الأروقة.
يواصل الحسن أشاور في هذا الحوار الشيق حفر الذاكرة التاريخية واستخراج الطرائف والقصص التي ما تزال تحفظها، و يروي أن من الطرائف التي ما تزال عالقة في ذهنه، هي التي وقعت لأحد افراد المجموعة الفنان العربي أمهال، الذي خرج دات صباح لجلب الخبز من محل للحلويات بعيد عن مكان السكنى بعضة أمتار، فاشترى ثمانية قطع من خبز الباكيت ، ويحكي كيف أن جميع المتواجدين بالمحل وفي الشارع ينظرون إليه و يستغربون، بحكم ان الغربيين بصفة عامة يكتفون فقط بقليل من الخبز ومن الطرائف الجميلة أيضا أثناء زيارتهم لمدينة نيويورك كانوا في زيارة تفقدية لأحد أكبر الشوارع النيويوركية وأخص بالذكر هنا شارع وو ل ستريت او هوستون ستريت، وكما تعرفون أن فصل الشتاء في هذه البلدان يعرف بردا قارسا وثلوج وأمطار قوية وغزيرة، ولما اشتد عليهم البرد، لم يجدوا أمامهم إلا كنيسة، ودخلوا وأخذوا اماكنهم بين المصلين حيث ظن جميع المتواجدين بالكنيسة انهم من أتباع المسيح إلا أن الحقيقة هو فقط الهروب من البرد القارس والأمطار الغزيرة.
في مدينة نيويورك، كانوا ضيوفا عند أحد ابنا جنوب المغرب، الذي استقبلهم في بيته طيلة جولتهم الفنية بالمدينة، حيث أحيوا هناك سهرة من تنظيم مجلس الجالية المغربية بالخارج ، والجميل ان هذه التظاهرة في مدينة نيويورك صادفت احتفال العالم المسيحي بأعياد رأس السنة، و كانت الحركة السياحية في نيويورك في حلة جديدة، أكد لي ضيفي أنه رغم قساوة الطقس في هذه المدينة، كانت سهرة ناجحة أقيمت في قاعة كبيرة، وكانت مكتضة بالزوار جاءوا من كل انحاء المدينة، كما حكى لي ضيفي أنهم عاشوا معهم هذه الإحتفالات، مكتفين بالملاحظة حيث أن الشخص الذي استضافهم يعيش في مزرعة كبيرة عبارة عن مستنبت كبير لجميع انواع الورود والزهور هذا القطاع الذي يعرف رواجا وإقبالا منقطع النظير في مثل هذه المناسبات. المحطة الأخيرة في هذا السفر، ستكون واشنطن العاصمة، من هنا بدأت الرحلة و هنا ستنتهي بالتنسيق مرة أخرى بين سفارة المملكة المغربية في واشنطن في شخص سي محمد بوخرص والسفارة القطرية بواشنطن في شخص أحد موظفيها دو الجنسية المغربية. قلت كان التنسيق بين السفارتين لتنظيم سهرة تحييها المجموعة لفائدة الطائفة اليهودية المغربية المتواجدة بواشنطن العاصمة، هذه الطائفة التي أصرت على أن تكون مجموعة اودادن ضيفها الخاص تتكفل بكل شيء. يحكي صديقي أن السهرة مرت في أجواء احتفالية، أعجبت جميع المتواجدين، غنت فيها المجموعة جميع أغانيها، وتقبلها الحضور بالتصفيقات و الرقصات الأمازيغية والهوارية وتخللها مجموعة من الجلسات بين أفراد المجموعة و عائلات الحاظرين حيث أن الإحتفال عموما كان احتفالا عائليا و تخلله كذلك جميع انواع الأكلات المغربية الامازيغية.
رحلة العودة الى الديار وبقاء اعطور بأمريكا
كانوا خمسة في الذهاب و في الإياب أصبحوا أربعة ، تخلف المرحوم حسن أعطور عن الحضور الى المطار و فضل التوجه الى بيت اهل زوجته بالولايات المتحدة، بقاء هذا الفنان الكبير في الولايات المتحدة سيجلب عليه مشاكل كثيرة ستؤثر سلبا على مساره الفني وعلى حياته ككل ركب الاربعة الطائرة متأسفين لعدم حظور صديقهم. الوجهة أرض الوطن وبالضبط مطار محمد الخامس الدار البيضاء، كان المغرب في ذلك الوقت يعيش تحت تساقط قوي للثلوج الأمطار وطقس بارد، و أثناء التحليق فوق سماء المغرب إتضح أن سماء الدار البيضاء يعرف غيوما كثيفة وامطار رعدية يستحيل على الطائرة النزول على مدرج الهبوط، ومن الصدف الكبيرة و الجميلة أيضا يحكي ضيفي أن ربان الطائرة قرروا ان تنزل الطائرة بمطار أكادير في انتظار أن يصفو الجو بسماء مطار محمد الخامس بالدار البيضاء مما دفعهم بعد التشاور بينهم التوجه الى احد مضيفات الطائرة وشرحوا لها أنهم مجموعة غنائية كانت في مهمة بالولايات المتحدة و أن وجهتهم هي مدينة أكادير. وبعد مناقشة مع الربان سمحوا لهم بالنزول ضمن خطة تقتضي أن تبقى أمتعتهم بالطائرة إلى أن يتسلموها من مطار محمد الخامس. نزلوا و ذهبوا الى بيوتهم و في اليوم الموالي تسلموا امتعتهم بعد أن أرسلت الى مطار بنسركاو أكادير.
تمر الأيام وتتسابق السنوات ويبقي نمط مجموعة أودادن لوناً أصيلاً وشكلاً جاذباً. كانت رحلة ميمونة. كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، و لكن بالنسبة للنقاد ولبعض متتبعي و محبي مجموعة أودادن كان لابد من إصدارات جديدة تكون انتقالا أو رجوعا الى ما كان عشاق المجموعة يحبونه لديها، البعض يسميه نمط أودادن و آخرون يسمونه ستيل اودادن، و خاصة بعد الألبومان الأخيران 96/97 من شركة لاحباب بالدار البيضاء. وفي إطار بحثه عن التجديد و إرضاء الجمهور والمحبين، استقر الفنان عبد الله الفوا هذه المرة بأكادير، وقرر أن يتعاقد مع شركة إنتاج أخرى من نفس المدينة.
اودادن وانتاج ديسكو
يقول الفنان محمد البياز، ان الصدفة وحدها التي قادت الفنان عبد الله لفوا للتعاون مع الفنان مولاي مسعود اليزيد شركة ديسكو ، عندما التقيا مصادفة و دار بينهما حوار طويل ، و بعدها اتصل به مولاي مسعود ليسأله هل يرغب في إصدار شريط جديد...
كان مولاي مسعود اليزيد من محبي مجموعة أودادن و المعجبين بنمطها و أسلوبها و كذا النصوص التي تعمل عليها ، فنان و شاعر و ملحن. اجتمع رئيس المجموعة و السيد مولاي مسعود اليزيد إذن، واتفقوا على العمل سويا لإنتاج شريط جديد ، يحمل بصمة أودادن المعروفة عند الجميع، من هنا بدأت شهرتهما و اسمهما في البروز. ابتسم الحظ مرة أخرى لمجموعة أودادن عندما التقطها الفنان مولاي مسعود إنتاج ديسكو، و تعاون معها بالألحان و الكلمات، و حقق معها شريطان في نفس السنة 1999 سجلا باستوديوهات الدار البيضاء. الشريط الأول شهر 3 / 1999 : ايا سمون ملاد و
شاي الله الاوليا و ماراد سكرغ إتسا و العفو ياسيدي.
الشريط الثاني : ضيف الله و ارا أفوس و والو مسول إميمن و هان او رتلي تاد ارخان.
هذا الشريط تم تسجيله في شهر 7 / 1999 و لكن لم يخرج للاسواق نظرا لمصادفته مع حدث وفاة العاهل المغربي الحسن الثاني طيب اللهه ثراه، و في شهر 9 /1999 سيخرج الى الأسواق. نال شريط ضيف الله، نجاحا كبيرا، وشهرة وطنية، وأنتجت منه نسخا حصدت مبالغا هامة و في هذا العمل شراكة إبداعية حقيقية و استطاع أن يكون حدثا مهما بالنسبة لمحبي المجموعة و حصوله على نسبة استماع كبير على المتاجر الموسيقية و على أثير الإداعات الوطنية.
جاء في سياق هذه المقالة البحثية ترديد بعض المصطلحات : الوطن العربي ..المهرجان العربي. النادي العربي.على الجميع ان يعرف اننا نتحدث على مرحلة زمنية بعيدة في الزمان و المكان و هذا ما كان متداولا في ذلك الوقت