-->
موقع إموريك للفن الأمازيغي موقع إموريك للفن الأمازيغي

مولاي علي شوهاد الابركوكي الاسافني | إرث و شعر و تقافة وسمو

مولاي علي شوهاد الابركوكي الاسافني | إرث و شعر و تقافة وسمو 

مولاي علي شوهاد الابركوكي الاسافني | إرث و شعر و تقافة وسمو

بقلم : مولاي احمد الجعفري
تزخر الساحة الشعرية الامازيغية بالعديد من القامات الكبرى التي لم تأخد حظها من الإنصاف، ولعل أبرز هذه القامات الشعرية مدرسة ارشاش الرائدة في الشعر الامازيغي، كي اسلط الضوء ولو قليلا عن مسار هذه المجموعة الغنائية الشاعرة لابد ان استحضر اسم يعود له الفضل في ظهور هذه المجموعة الغنائية التراثية الخالدة . إنه مولاي علي شوهاد ابن منطقة اسافن اقليم طاطا حيث ولد هذا الشاعر المرموق بين احضان جبال الاطلس الصغير الشامخة، في أسرة محافظة شاعرة بين اجواء الشعر وبلدة الشعراء بإقليم الشعر الامازيغي. ولد علي شوهاد سنة 1956 في منطقة إيسافن إيبركاك في الأطلس الصغير باقليم طاطا. نشأ وترعرع في عائلة من الشعراء وبدأ في كتابة الشعر منذ المراهقة. أسس مجموعة إزماز في عام 1976 ثم مجموعة أرشاش عام 1979 مع شباب من منطقته.
حمل مولاي علي مشعل الشعر عن والدته الشاعرة، وحالفني الحظ وأنا المقرب لهذه الأسرة عائليا ان اعيش بين أسرته في حظن الشعر ايام طفولتي نهاية التامنينيات الى بداية التسعينيات من القرن الماضي، أيام كان فيه الحديث شعرا من خلال فن  تزرارت يجمعنا بامي نتيتكار كل مساء الى حدود الفجر، ولن تمل في تلك الاجواء التي شدتني كثيرا لهذا المنبع، هناك توطدت علاقتي بالشعر وبعائلة ال شوهاد كثيرا، على صخرة تطل على الوادي كان المجلس كل مساء يجمعنا، لاكتشف ان المنبع منه شرب مولاي علي والمرحوم مولاي عبد الكبير والصغير مولاي عثمان شربوا جميعا معاني الشعر الموزون، لنجد الكلمات تنطلق من هذا الشاعر بمعانيها ومفاهمها بشعر موزون و بكلمات رنانة من صلب التراث والثقافة الامازيغية، بمعاني إنسانية وجمل شعرية يستحيل معها ان تسمع قصيدة هذا الرجل دون ان تحفظها عن ضهر قلب. مولاي علي من كبار الشعراء الذين نضموا أشعارا للدفاع عن لغتهم وأصبحت أبياتهم دروعا تصد الحملات التي تستهدف إضعاف اللغة الامازيغية. لكون هذه اللغة تزهوا على غيرها من لغات العالم بما تمتاز به من ثراء وسحر ورصانة، وما تحويه من خصائص وميزات أبقتها حية قرونا من الزمان.
أحب الشاعر مولاي علي لغته، ونظم أشعارا للدفاع عنها والتغنِّي بجمالها وقوتها وثرائها، وأصبحت أبياته دروعا تصد تلك الحملات التي تستهدف إضعاف اللغة الامازيغية، عن طريق فك ارتباط وتلاحم أبنائها بها، ومن ذلك المناداة باستعمال الامازيغية لغة للحوار .
قصائد مولاي علي شوهاد ستظل الداكرة الشفهية الامازيغية ترويها ولن يطالها النسيان. حيث تعمق هذا الشاعر في معالجة العديد من الظواهر الاجتماعية عبر اشعاره، ولعب دور المصلح في مجتمعه، ويغتنم الشاعر كل فرصة بدت له لإصلاح ما يمكن إصلاحه، ونقف اليوم بمناسبة عيد الاضحى وما تعرفه الأسواق من تحايل عند قصيدة الغش التي تغنت بها المجموعة الغنائية أرشاش التي نبهت الغشاشين في الأسواق ودعتهم إلى الاستقامة والكف عن تزوير العديد من المواد وبيعها بأثمان باهظة، ولمجموعة أرشاش الأمازيغية السبق في نظم هذه القصيدة الرائعة التي واكبت فيها ما تعيشه بعض الأسواق من غش مفضوح ، حيث تقول المجموعة:
ءيمربا ءانيت ءاكيم ءيغي لحاق تكرفتاغ   رباه أيتها النية أحكمت القيد علين 
نغال ءيسا تسرباحت ءيميل ءاح ؤكان   وأحسنا الظن فيك لكن هيهات
لغش ءادران ميدن غاصا ءييرين تيكركاس فالناس استحبوا اليوم الغش والكذب معا
وا نا كا ءيساولن ءيكال فاينا تينين   يبالغ الانسان في اليمين في كل شيء
وينتقل الشاعر، إلى ذكر عواقب الغش ومنها ما يسقط فيه الغشاش، من تدرج إلى أن يصبح منافقا في تعاملاته اليومية، كما تأسف على تفشي هذه الظاهرة المشينة في المجتمع والتي يخاف من أن تصبح قاعدة في البيع والشراء في الأسواق، حيث يقول في قصيدته :
لغش ؤرار ءيسرباح ءيساكا تاوين   بئس الغش عديم الربح يقود حتما
إماتالن ءاد ناكين س لمنافقين  أهل الخداع لينساقوا مع المنافقين
ءاح ءاييمي ءار سوينكيمغ ءايلاغ رميغ   أماه أجهدت فكري حتى مللت
نستوتلد كولو س لعاقل ؤرناك ءانيغ   وأجهدت عقلي ولم أعثر قط
ما نيغ ءيل واكال ءيغوسن ؤريكي شيطان   على أرض نظيفة لم يطأها قدم الشيطان
ما نيغ ءيل ؤكوك ءيدوسن ؤر ءيسان ءاما  ولا على سد متين لا ينفذ منه الماء
ما نيغ ءيل يان بنادم ستنيت ءيس ءيصلح  ولا على انسان صالح يطمئن إليه المرء
إغاك ؤر يوكر ياكين لامانات نون   إن لم يسرقك يطلع على أماناتك
ولم يخف الشاعر سخطه، على هذا الصنف من الباعة المنتهزون لفرص الغش و الاستيلاء، على مال العباد بطرق المكر والخداع متوعدا إياهم بسوء العاقبة، بقوله:
ءيمربا ءاسوق ءينعياب ءاور ءيكمل واسنك   لا أنهى الله يومك ياسوق الغشاشين
ءاداك ءيسمد ربي غ ء يسفوقورن ترويت   وزادك الله في الهلاك والركود
ءاور ءيزنز يان لعيب ؤلا ءيسغاتن يان  لكي لا يصاب فيك المتسوق بالغش إن باع أو اشترى
تازكموت كانتيد لخناشي غ لخنشات  ملأ أهل الغش الأكياس بفضلة زيت أركان
سول ءافين مامي زنزان سول س لوصيات   ومضوا يبيعونها وياللعجب بالوصايا
ها لاسواق حرا كان ماي تسوق لخلق  ما الأسواق اليوم بمقصد مطمئن
الدعوة إلى مقاومة الغش.
ودع الشاعر أفراد المجتمع، إلى اليقظة ومقاومة هؤلاء الغشاشين، الذين ينوون تكريس ظاهرة الغش بين الحرفيين والباعة، وعزز دعوته بالإتيان بحكم بليغة من التراث الأمازيغي من قبيل:  كيتامت ءالعتوبات يان ؤريكنون  فاليصطدم بعتبات البيت من قل انحناؤه !!!  وذلك في قولها :
دوي آوا دوي أواد إطسن ماس نساوال   تيقظ يا هذا الذي ظل نائما
هان ءيد باب ن ريبا نموافاقن فلاغ    فأهل الربا تآمروا علينا
زلكند ءاكنوش ن تاضوت ف لمسك ءاحوري  عرضوا علينا كومة من الصوف على أنها مسك حر
ءييرين ءاختيد زنزان يان ءيميك ءييان   وأرادوا بيعها لنا بأقساط
تياقنا تاغ كا ءاتنت نجمل ءيتمو نيفاق  هيوا بنا جميعا للحد من هذه الآفات كلها
ءاتنت نزلف ف تركين ءانسكار صمخ  ونهيئ الجمر لصنع الصمغ
نارا سرس هان مدن كان يان غ تمساغين  ونكتب به إياكم فالناس متحدون ومستاؤون
نارا سرس هان مدن كان ؤري ري يان  ونكتب به إياكم فالناس متدمرون ولا أحد يواسيهم
نارا سرس ضوف ءازمزنك ءارتن تافيم  ونكتب به ترقب فرصتك أيها المرء
نارا سرس أوال إدرن والي ياس ئينان ونكتب به صدق من قال :
كيتامت ءالعتوبات يان ؤريكنون   فاليصطدم بعتبات البيت من قل انحناؤه
ءيخ باهرا ءيكنا يانءيعول ءايسلوم ءاكال  ومن بالغ في الانحناء فاليلعق الثرى
اخترت مشاركة هذه القصيدة بين آلاف القصائد الشعرية لهذا الشاعر المرموق، دون ان اغفل ان لهذا الشاعر المرموق المأت من القصائد التي عالجت مجموعة من الظواهر السلبية في المجتمع و تغنت بها مجموعة ارشاش و قبلها إزماز

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع إموريك للفن الأمازيغي

2022