في الذاكرة.. مجموعة ازوران الحسن بنشيخ -groupe izouran
اعداد الاستاذ الباحث الحسين امكوي
نحط الرحال هذه المرة بمدينة الدار البيضاء عند أحد اهم و أثرى تجربة.. مجموعة إزوران بتألقها و أفراحها وأتراحها وهفواتها و كبواتها. الفنان حسن بوشيخ الذي يعتبر احد المؤسسين لهذه المجموعة يحكي لنا اليوم كيف تولدت لديه الفكرة ثم ما هي ميكانزمات التأسيس. و بالطبع حدثنا كذلك عن النجاحات.. و أشياء أخرى.
رأت مجموعة إزوران النور على يد خمسة أفراد كلهم من شباب ضواحي مدينة تافراوت وهم : حسن بوشيخ وفريد بوشيخ و نكريمي قاسم و دانيت علي و نايتي الصديقي. تلاميذ تجمعهم الحياة المدرسية و انتماءهم لنفس المنطقة ، و جمعهم أيضا انحدارهم من نفس الطبقة الإجتماعية، زد على ذلك حسهم بتردي وانحطاط الأغنية الامازيغيةكان ذلك في بداية التمانينات من القرن الماضي. يعتبر حسن بوشيخ أحد مؤسسي المجموعة. لقد تدرج الفن منذ صغره. هو من مواليد الدار البيضاء 23/07/1966 دو الأصول التفراوتية و بالضبط دوار تمالوكت أسيف نأملن.
كان يحضر لجميع المناسبات الإحتفالية بمسقط راسه مع والده المولوع بأحواش بجميع أنواعه. كان والده يحب أحواش بل لاتفوته مناسبة في بلدته وقبيلته دون حضورها.. وبذلك تمكن الشاب بوشيخ حسن من التعرف على جميع ألوان أحواش. وكان يحظر المحاورات التي تجري بين ئنظامن, استطاع ان يتخذ الموسيقى هواية ووسيلة التعبير عن أفراحه وأتراحه وتعدى ذلك الى تناوله مختلف الآلات الوثرية لوطار البندير او ألون.
الفنان الحسن بوشيخ
من هنا سيبدأ الشاب حسن بوشيخ يهتم بالموسيقى. بدون قصد سيستهويه هذا النمط من الفن الذي سيتطور من أحواش الى فن الروايس. يقول في حديثه أن أبوه يصطحبه دائما أينما ذهب. ليس كل الوقت و لكن خاصة في المناسبات الإحتفالية كالأعراس بالموضع هناك آلة تسمى لوطار أو الكنبري هذه الألة هي التي ستشهد ميلاد فنان سيكون له مستقبل متميز في النمط المجموعاتي. اشترى أبوه هذه الالة ليضعها كديكور في ركن من البيت.. لتبدأ بعد ذلك علاقة حب تنسج بين حسن بوشيخ الشاب و هذه الآلة.. سرعان ما بدأ يتعاطى العزف على آلة لوطار.
زاول صديقنا حسن بوشيخ بين الدراسة و الفن كان تلميذا يعتني بواجباته المدرسية و همه الوحيد هو أن ينجح لكي لا يبين لأهله أن ميوله للفن أثر على مساره الدراسي..التعليم الإبتدائي في أواخر السبعينيات له ميزة خاصة لابد أن تكون تلميذا نجيبا لكي تستمر. فالمستوى الخامس أو مايعرف بالشهادة تعتبر un Barage لجل التلاميذ.. سيتجاوز صديقنا هذا الحاجز بنجاح و يمر الى التعليم الإعدادي و بالتالي سيحصل على هدية من أبيه ألا و هي une guitare seche.. أعجبته الهدية تدرب على هذه الآلة الجديدة.
منذ أن ترك حسن بوشيخ المدرسة في المرحلة الثانوية و يشتغل بشركة خاصة.. وجد ضالته في الغناء, سواء في الأفراح الخاصة أو المراسم والأعياد, جعلته ينتقل في جميع أحياء مدينة الدار البيضاء, سعيا وراء العمل.لم يمنعه ذلك من حضور الملتقيات الثقافية التي تنظمها الجمعيات الأمازيغية المهتمة بالثقافة والفن الامزيغي, فصادف الحركة الأمازيغية وهي تستعمل أحواش و أغاني المجموعات لغاية التوعية, كما ظهرت المجموعات في الساحة الثقافية الأمازيغية فأعجب ببعضها على مستوى إزماز,إزنزارن الشامخ وعبد الهادي.
عن التأثير بالمجموعات وباحواش يقول الفنان حسن بوشيخ أنه تأثر كثيرا بمجموعة إزماز نظرا لسهولة عزفهم و نمطهم الغنائي وخاصة انتمائهم الى مدينة تافراوت مسقط رأسه حسب قوله. تأسست هذه مجموعة إزماز سنة 1975. المجموعة التي لم تختر نمط تازنزارت بل ابتدعت فنا وسطا يهتم بالدرجة الأولى على الإيقاعات المعروفة للثرات السوسي (أحواش و الروايس) مع توظيف الآلات الموسيقية التقليدية في العزف، وإدخال آلة البانجوا كآلة وحيدة عصرية من بين الآلات المعتمدة لإبداع أغانيها. هذا النمط الذي يحمل هموم أهل الجبل ويندرج ضمن اللون الشعري (تابودرارت).
فمكتبة ابوه حافلة بجميع أشرطة المجموعات الغنائية الموجودة آنذك على الساحة الفنية و من بينها : إسفارن اكادير وإزنكاض وتامونت بنسركاو وأيتماتن تزنيت وازنزاىن إزنزارن... فكرة تكوين مجموعة غنائية لم تكن أبدا إعتباطية عند صديقنا. كانت التلفزة المغربية في تلك الحقبة الزمنية تقدم برامج ثقافية مهمة و متنوعة.. من منا لا يتذكر برنامج قاموس الشاشة للكاتب الفلسطيني فهمي صلاح برنامج المفاتيح السبع للاعلامي محمد البوعناني و برنامج الوقت الثالث الثقافي بامتياز الذي يقدمه محمدشيبان. لقد تأثر الفنان حسن بوشيخ بهذا البرنامج و خاصة بفقراته الترفيهية التي كان ضمنها مجموعة غنائية من أسفي التي غنت اغنية فلسطين أولى القبلتين لمجموعة لمشاهب من هنا جاءت فكرة تكوين مجموعة غنائية عند الفنان حسن بوشيخ يقول أن هذه المجموعة استهوته و تركته يفكر في تكوين مجموعة غنائية.. بدأ الفنان حسن بوشيخ عازف البانجو و ابن عمه الذي يشتغل على الإيقاع و الكورال في البحث عن أعضاء أخرى لتكوين مجموعة غنائية.
تأسيس مجموعة إزوران
الاتفاق على تأسيس مجموعة ازوران بعد لقاء بوشبخ بصديق الدراسة الذي دله على ابن عمه الطالب علي كان يتوفر مسبقا على فردين و أنه لم يكن يلزمهما إلا فردين آخرين حتى يصبحوا خمسة. بدأ الاعضاء يتدربون جماعة على كل الرصيد السابق المتوفر .
يقول حسن بوشيخ أن أول لقاء سيعرف بلورة فكرة تكوين مجموعة غنائية . كان لقائهم في غرفة بسطح بيت احدهم. كان الحظور يتكون من : بوشيخ حسن ووشيخ فريد الطالب علي دانيت علي وبلوقيد عبد السلام. كلهم أبناء مدينة تافروات و النواحي... كان هذا اللقاء في مارس 1982. بدأت المجموعة في التحرك و تكثيف التداريب و بدؤوا يتدربون جماعة على كل الرصيد السابق المتوفر على الساحة الفنية. وفي صيف 1982 سيغادر الطالب علي المجموعة و يرحل الى تكنة عسكرية بالقنيطرة من أجل التجنيد ليعوضه نايتي الصديق و بعد مدة وجيزة سيغادر بلوقيد عبد السلام من أجل العمل. ليعوضه نكريمي قاسم. ليصبح افراد المجموعة الرسميين :حسن بوشيخ وفريد بوشيخ نكريمي قاسم ونايتي الصديق ثم دانيت علي. سيلاحظون بأن شروط الانطلاق الفعلية للمجموعة بدأت تتوفر فإضافة لأكتمال النصاب و توفرهم على مقر للتداريب و بعض الأفراد الذين يمتازون بقدرة فائقة على نظم القصائد الزجلية ببراعة و هكذا كانت المجموعة جاهزة للاعلان عن تأسيسها الرسمي في سنة 1982. لتتأسس المجموعة رسميا باسم إزوران.
الرئيس الحسن بوشيخ
يعتبر الفنان حسن بوشيخ ركيزة أساسية يستحق الكثير من الاهتمام يمتاز بأخلاق أهل تافراوت الأصليين كالكرم و الجود لا يصد بابه المفتوح في وجه اي كان. إنسان صبور و صريح.. تلمس الصدق و الموضوعية من حديثه.. وفي شهر 5 سنة 1986 ستنظم الجمعية الثقافية لسوس, المهرجان الأول للأغنية الأمازيغية, و يعتبر هذا المهرجان أول عمل كبير من هذا الحجم ستشارك فيه مجموعة إزوران ومن المجموعات المشاركة في هذه التظاهرة :إزماز و إعشاقن ؤوسان .الرايس بوميا المزوضي الحسن تيليلا إمنتانوت و إسلان و ؤوسان و إجديكن و إمنارن. إبرازن.. إزنزارن*و مجموعة أرشاش ,التي استرعت المشاهدين كمجموعة من الفتية بزيهم التقليدي ومواويل استمدوها من أحواش وهي تجربة أولى لهم على خشبة المسرح.
كان هذا المهرجان من تقديم الفكاهي المراكشي محمد بلقاسم..استقبلوا من طرف الجمهور بالترحاب والتصفيقات, هذه المجموعات التي لم تنقطع في الميدان الفني في أية لحظة ,بل تحولت الى مجموعات مناضلة ومدافعة عن الثقافة الامازيغية في شتى التظاهرات ,وبذلك تستحق الخلود لأنها جاءت لغاية توظيف الاغنية الامازيغية في مجال ثقافي محض بعيدا عن الروتين المعهود لدى العديد من المجموعات الفنية الامازيغية الأخرى. وانتقلت المجموعة الى مرحلة أخرى وهي إحياء حفلات خاصة و الأعراس والحفلات التي تنظمها بعض الجمعيات الثقافية الامازيغية. خلقت المجموعة مزيجا فنيا متميزا بين الأنماط الموجودة على الساحة الفنية. هذا يعني أنها تنهل بين فنون سوس الجبلية و القروية و الفنون المنتشرة في السهل و الحواظر. في نفس الوقت كانت مجموعة إزوران منكبة على تسجيل شريطها الأول بمساعدة مجموعة أرشاش التي أعجبت بهم.
مجموعة ارشاش تساعد إزوران على تسجيل اول البوم. تحدث الفنان حسن بوشيخ على هذا الشريط بإسهاب. يقول أن هذا الشريط كان قفزة نوعية بالنسبة للمجموعة حيث شارك فيه جميع افرادها كما شكر مجموعة أرشاش لمساعدتهم . و قال بالحرف أن أكرام صالوت ساعدهم في التسجيل نظرا لتجربته المتميزة في هذا الميدان كما ذكر بالمثل الاغنية الجاهزة التي قدمها لهم مولاي ابراهيم إسكران بكلماتها و لحنها دون ان ينسى بالطبع نصائح كل من مولاي علي شوهاد و استاذ الصولفيج مولاي الحسين وخاش و المرحوم عزيز الهراس الذي أعطاهم آلته لكي يسجلوا بها أحد أغانيهم. سجلوا شريطهم هذا بالتناوب مع مجموعة أرشاس التي تسجل احد البوماتها باستديو الحيمر بوعزة بالدار البيضاء. سجلوا شريطهم الاول إذا سنة 1986 و خرج للاسواق صيف 1987 كان الشريط رائعا و لذلك لعب المحبون دورا رئيسيا في تمريره بين الناس مما ساعدهم في المشاركة في العديد من السهرات و الملتقيات. و في سنة 1987 ستحقق مجموعة إزوران عدة إنجازات و سترسم بحروف من ذهب تاريخا مجيدا لن يمحى من الذاكرة. و يتذكر افراد المجموعة تلك السهرة التاريخية و الخالدة التي جمعتهم بجمهور مدينة الدار البيضاء رفقة مجموعتين كبيرتين مجموعة ازنزارن عبد الهادي و مجموعة أرشاش. كانت السهرة من تقديم المرحوم محمد الخالدي المعروف بباليزيد و هو عازف مجموعة إزماز.
مجموعة ارشاش تساعد إزوران على تسجيل اول البوم.
تحدث الفنان حسن بوشيخ على هذا الشريط بإسهاب. يقول أن هذا الشريط كان قفزة نوعية بالنسبة للمجموعة حيث شارك فيه جميع افرادها كما شكر مجموعة أرشاش لمساعدتهم . و قال بالحرف أن أكرام صالوت ساعدهم في التسجيل نظرا لتجربته المتميزة في هذا الميدان كما ذكر بالمثل الاغنية الجاهزة التي قدمها لهم مولاي ابراهيم إسكران بكلماتها و لحنها دون ان ينسى بالطبع نصائح كل من مولاي علي شوهاد و استاذ الصولفيج مولاي الحسين وخاش و المرحوم عزيز الهراس الذي أعطاهم آلته لكي يسجلوا بها أحد أغانيهم. سجلوا شريطهم هذا بالتناوب مع مجموعة أرشاس التي تسجل احد البوماتها باستديو الحيمر بوعزة بالدار البيضاء. سجلوا شريطهم الاول إذا سنة 1986 و خرج للاسواق صيف 1987 كان الشريط رائعا و لذلك لعب المحبون دورا رئيسيا في تمريره بين الناس مما ساعدهم في المشاركة في العديد من السهرات و الملتقيات. و في سنة 1987 ستحقق مجموعة إزوران عدة إنجازات و سترسم بحروف من ذهب تاريخا مجيدا لن يمحى من الذاكرة. و يتذكر افراد المجموعة تلك السهرة التاريخية و الخالدة التي جمعتهم بجمهور مدينة الدار البيضاء رفقة مجموعتين كبيرتين مجموعة ازنزارن عبد الهادي و مجموعة أرشاش. كانت السهرة من تقديم المرحوم محمد الخالدي المعروف بباليزيد و هو عازف مجموعة إزماز.
نهاية مجموعة إزوران
نهاية مجموعة إزوران
في سنة 1989 ستعيش مجموعة إزرتن د احداثا كثيرة و مثيرة ادت الى اختفائها واقبار تجربتها في هذه السنة ستختفي مجموعة إزورانعن الأنظار كلية و يبتعد أعضائها عن الساحة الفنية. في هذه السنة ستتوقف مسيرة مجموعة إزوران التي كان حسن بوشيخ احد ابرز عناصرها واحد مؤسسيها.
في الجزء الثاني سنبقى دائما مع الفنان بوشيخ حسن ليحكي لنا تجربة أخرى فريدة من نوعها و هي تأسيس مجموعة أخرى وهي مجموعة إبارازن الدار البيضاء.