-->
موقع إموريك للفن الأمازيغي موقع إموريك للفن الأمازيغي

مذكرات الفنان المطرب احمد أبعمران - الحلقة 8

 مذكرات الفنان المطرب  احمد أبعمران - الحلقة 8

مذكرات الفنان المطرب  احمد أبعمران - الحلقة 8
 
المطرب احمد ابعمران 

  زهرة تلبنسيرت وشريط مشترك بيني وبين الرايس الحسين أمراكشي
 
أتذكر أنه ما أن أنهيت ذلك العمل حتى طلب مني عمر المعارف من جديد أن أنجز شريطا كاملا للرايسة زهرة تالبنسيرت. غير أن زهرة طلبت مني أن أنجز خمسة أغان فحسب، لأن الرايس الحسين أمراكشي أهدى لها أغنية مساعدة منه لها.
بدأنا العمل على أغاني زهرة تالبنسيرت. كان الحسين إعيسي الذي يتولى مهمة الطبخ في الأستوديو يأتينا بالأكل وبراريد الشاي إلى الغرفة العلوية في الأستوديو باستمرار، فهناك فقط، أي في الغرفة العلوية، لا نسمع أصوات العاملين على تسجيل أشرطة أخرى.
البرد كان قارسا جدا، وفي كل مساء تكون الغرفة العلوية باردة. وكلما جاءنا الحسين إعيسي ببراد الشاي إلا ويبرد في برهة. لذلك طلب مولاي حماد مزين الذي كان يجالسنا ويناقشنا في مواضيع الأغاني من الحسين أن يأتينا بمجمر نضع فوقه البراد كي يظل دافئا.
كان عبد الرحيم أوتحناوت يجالسنا، وهو ممثل عظيم شارك في أفلام كثيرة. والذي سيأتي الحديث عنه بتفصيل حين يدور الحديث عن شريط "ألو ألو" الذي شارك فيه ممثلا. كان عبد الرحيم يضحكنا كثيرا، فكلما أتعبنا العمل وأنهكنا يتحفنا بأخبار مضحكة ونكت نسمعها لأول مرة. في إحدى تلك المساءات جاءت الرايسة زهرة إلى الأستوديو، ووجدتنا نتدرب على أغانيها، وسمعتنا ونحن نغنيها، فأحست بسعادة عميقة جدا، وشكرتنا كثيرا. وفي اليوم الموالي بدأنا التسجيل، وكان المايستروا حسن بومليك عازفا على البانجو والقيثارة الإلكترونية، والحسين فاضل في الإيقاع، ومحمد أجديك على لوطار، والمايستروا الحسن بلمودن على الرباب، ولحسن أبلدي وحسن أزيكي في الكورال، وأضْفَت مهارة المرحوم محمد بوزهر على الشريط صفات خاصة بفضل مهارته، وهو الذي كان تقنيا في الأستوديو، وترك بصمته في كثير من الأعمال الموسيقية.
حين أتممنا التسجيل، سلمتنا زهرة الأغنية التي أهداها لها الحسين أمراكشي، وتدرب عليها العازفون السابق ذكرهم، وأصبح الشريط مكونا من ستة أغان في آخر المطاف.
لقد كانت الرايسة زهرة فنانة كبيرة، باهرة الجمال، استمتعت بحقها في الشهرة، وحضرت في المناسبات والأعراس، وجالت في العالم في مهرجانات كبيرة خارج المغرب. وهي ما زالت حية ترزق، أطال الله في عمرها.
وكان العازف محمد أجديك قد رأى بعض رسومي أثناء عملنا في التسجيل، فطلب مني أن أرسمه. وحين طلبت صورته جاءني بصورته وصورة أمه وصورة أخيه.
رسم الفنانين وعائلاتهم
لمح العازف محمد أجديك أحد رسومي ونحن بصدد التدرب على أغاني الرايسة زهرة تالبنسيرت، والتمس مني أن أرسم له بورتريه خاص به، فطلبت أن يأتيني بصورته، لكنه أتاني بصورته وصورة أمه وصورة أخيه. رسمتهم جميعا في لوحة واحدة، الواحد قرب الآخر. لكن محمد أظهر هذه الصورة لأصدقائه من الفنانين. كانت الرايسة زهرة تالبنسيرت قد جاءت إلى الأستوديو ورأت البورتريه. سألت عن الرسام، فالتفتت إلي قائلة: "حتّا نكّي ءيخصّا ءايّي ترسمت ءاحماد"، وتم لها ذلك. وكلما التقيت أحد الفنانين إلا ويطلب مني أن أرسمه، أو أن أرسم أحد أفراد عائلته. بدأت القائمة بعازف الإيقاع الحسين فاضيل، وتلاه الحسن بلمودن، وحسن بومليك، وطالت القائمة إلى آخرين.
يتبع..

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع إموريك للفن الأمازيغي

2022