-->
موقع إموريك للفن الأمازيغي موقع إموريك للفن الأمازيغي

جمال حور يكتب عن رحيل أحمد بادوج

جمال حور يكتب عن رحيل أحمد بادوج

جمال حور يكتب عن رحيل أحمد بادوج
سقوط عمود
الرحيل أحمد بادوج ليس فقط ممثلا ومخرج وكاتب بل عمود من بين أعمدة السينما الأمازيغية وواحد من الأشخاص لي ليهم الفضل في ظهورها وإخراجها إلى النور .. فإذا كانت المواقع الإلكترونية اليوم وقنوات التلفزيون تعج بعشرات الأفلام والمسلسلات وسلسلات ومسرحيات امازيغية فا بفضل هذا الرجل وأخرون...
تزاد احمد بادوج سنة 1950 بحي تالبرجت بمدينة أگادير إلا أن الأوصول ديالو تعود لقبيلة إمسگين بضواحي المدينة داتها.. تنقلت الأسرة ديالو لمدينة الرباط وهو عندو عام فقط دوزُ تمة واحد الفترة قصيرة وعاود رجعات العائلة لمدينة أگادير .. سبب العودة هو فقدان بادوج لجوج إخوة ديالو بسبب مرض التبركولوز " tuberculose" مادازش بزااف ديال الوقت حتى بداو كايبانو عليه تا هو أعراض نفس المرض وتحط الوالد ديالو بين خيارين العودة لمدينة أگادير أو فقدان أحمد واختار العوة للأصل. 
مساره الدراسي
مالتحقش بمقاعد المدرسة حتى دوصل لعشرة سنوات فالعمر .. قرا الإبتدائي فحي تالبرجت وتابع مساره الإعدادي والثانوي بثانوية ولي العهد بالحي وغدر الدراسة سنة 1968 وبعدها مارس عدة مهن ولكن مهنة الفن إختارته.. أما مساره الفني يعود الفضل للرحيل احمد بادوج في تأسيس اول فرقة مسرحية أمازيغية بجهة سوس سنة 1974 وسماه فرقة "أمنار" واشتغل بها حتى سنة 1984.. وخدم مع مجموعة فرق مسرحية أخرى وهو واحد من موسسي فرقة تيفاوين لي عطاتنا مجموعة من رموز فنية عندها بصمة فالسينما الامازيغية كا الفنان عبد اللطيف عطيف ونعيمة إميس واحمد عوينتي والحسين بردواز وأخرون.. وهي الفرقة التي سطع معها نجمه في التمثيل.. سنة 1987 غايدير الإخراج وغايلعب دور فمسرحية 100 مليون  لي استعن فيها بممثلين إلعبو أدوار نسائية حيث مزال مكاينينش الممثلات ديك الساعة وبعدها مسرحية كرة القدم 1988.. وشارك في أول فيلم أمازيغي مغربي للمخرج لحسن بيزگارن وإنتاج شركة بوسيفيزيون هذ العمل لي ما شاف النور حتى بعد سنتين من تصويره.. المسار الفني للرحيل أحمد بادوج تجاوز أكثر من ثلاثين سنة من العطاء عشرات الأفلام ومسرحيات ومسلسلات.. لن اوفق في سرده في مقال او مقالين.. فقط ما يجب معرفته هو ان هذا الشخص عطى من صحتو ومن وقتو ومن ماله الخاص باش تخرج السينما الأمازيغية للوجود. 
ممثل وكاتب سيناريو ومخرج وأستاذ ومؤطر..
هذا ما يميزه بين الجيل ديالو من الرواد.. كانت فرقة تيفاوين وأمنار هي الملجاء الواحد للشباب والشابات لي عندهم الرغبة فممارسة الفن.. أتذكر في حوار لي مع الفنانة الزهية الزاهيري  ضمن برنامج وجوه نيت.. وسولتها شكون لقيتي نهار فكرتي تدخلي للتمثيل وشكون شد بيديك؟؟
كان جوابها الاستاذ احمد بادوج مشيت عندو للمقر فين كايقري المسرح وقلت ليه باغا ندير التمثيل.. واول سؤال طرحو عليا.. واش بغيتي تدسر التمثيل من أجل الشهرة ولا من أجل المادة اوفقط حيث باغا تمثلي ؟
وكان جوابي لا فقط بغيت نمثل... وقاليا إذان نقدر نقوليك مرحبا بك.. وتلمذت على يده.. اما عن الفنان مصطفى أوبايريك بطل فيلم حمو اونامير فهو يعتبره الأب الفني ديالو وقدوته ونفس الأمر مع الفنانة نورةالولتيتي ومجموعة من وجوه شبابية لامعة اليوم فالمشهد الفني السينمائي الأمازيغي اليوم وحتى من الروداد فالجيل ديالو جميعهم يكنون له الإحترام والتقدير ويعترفون بجميله.
مواقف
علاقتي الشخصية بالأستاذ بادوج لا تتعد لقائين فقط واحد بمدينة أگاير وكان لقاء صدفة قصير.. والتاني بمدينة الدار البيضاء هذ العام نيت.. ملي قامت إحدى الجمعيات بتكريمه.. وهنا وقع فهذ الحفل موقف ألمني كثيراً... بعد ما قدم أحد الأعضاء ديال الجمعية شهادة تقديرية وتذكار له.. خدا مكبر الصوت وطلب من الحظور أنه يدير متابعة القناة الخاصة ديالو في موقع اليوتوب.. كانشوف قامة فنية بذاتها.. مالقاتش الخير في دولة تتبجج بالتنوع الثقافي لي ساهم فيه هذ الشخص وأخرون.. وبدل ان يكون له دخل قار شهرياً وأن يرد له الإعتبار وأن تعترف له المؤسسات بجميله.. خلاتو ينتظر الخير من موقع اليوتوب من بعد ما فقدو فيها.. كانت امنية الرحيل ان يؤسس مدرسة لتكوين الاطفال والشباب لي عندهم رغبة في ممارسة السينما والمسرح.. ولكنه رحل وأمنيته لن ترحل معه غاتبقى بيناتنا وغاتبقى مسؤولية على عاتقنا أننا نديرو كل ما فجهدنا كل واحد في موقعه.. باش تكون هذ المدرسة او مركب ثقافي حامل لإسم أحمد بادوج.

الرحيل
نهار 20 غشت 2020 تلاقى الرأي العام خبر إصابة الرحيل بوعكة صحية ارغمته الدخول لإحدى المصحات الخاصة بمدينة إنزگان.. في اليوم الموالي تلاقينا الخبر الصادم بأنه أصيب بفيروس كورنا.. لم يلهمه كثيرا من الوقت سرعان ما قبض أنفاسه الأخيرة وغادرنا.. بادوج ماخداش حقو وهو على قيد الحياة ولكن بغيناه ياخدو وإن رحل.. تعزية من الديوان الملكي او إحدى المؤسسات الحكومية الوصية على قطاع الثقافة وذلك أضعف الإيمان وإن فات الآوان.
غدرنا جسدك ولكن إسمك سيذكره التاريخ وصورتك ستبقى بيننا.. لترقد روحك في سلام رحمك الله.
جمال حور

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع إموريك للفن الأمازيغي

2022