-->
موقع إموريك للفن الأمازيغي موقع إموريك للفن الأمازيغي

وجوه افتقدناهم هذه السنة 2020

 وجوه افتقدناهم هذه السنة

وجوه افتقدناهم هذه السنة  2020

موقع إموريك | IMorig.com 
 اماريرن ـ و إنظامن او الروايس او الطلبة كما يسمون بعضهم في أسايس " ساحة أحواش" لا طعم لأحواش سوءاً كان يتعلق الأمر بمناسبة عرس او عقيقة أو مهرجان.. بدون الحضور ديالهم.
يرتبط فنهم في أسايس بفن أحواش لي كايتشكل علاوة على الشعر والنظم المرتجل من عناصر الحركة والرقص والإيقاع واللباس.. وخلافاً لما هو متدوال في وسائل الإعلام والمناهج الدراسية.. أحواش بصفة عامة ليس عبارة عن " لوحات راقصة" ولكن هو فرجة شعبية قوامها وأحد أساسها الكلمة الشعرية المتزنة والحوار المنظوم قبل الحركات وآلات الطبل والبندير والناقوس.. إذ لا يمكن أن يقف " أسايس" وتكتمل الفرجة دون حظور إيماريرن وبفتتح واحد منهم الأمسية الفنية بــ tamssusst ⵜⴰⵎⵙⵙⵓⵙⵙⵜ " أنشودة شعرية وبعدها تأتي وصلة الرقص لي مكاتكونش سوى فاصل بين محاورة شعرية وأخرى.. داكشي علاش كايكون نصيب إيماريرن في أحواش نصيب الأسد.. حيث الرقصة الجماعية لفرقة أحواش مكاتدومش أكثر من خمسة عشر دقيقة في معظم الاحوال ولكن الحوار الشعري قد يمتد حتى ساعة ونصف.
يعتبر أمارير حتى اليوم مثقف الجماعة وضميرها الحي وذلك الإعلامي الذي يطرح مستجدات حياة الجماعة عن طريق النظم.. يحضى باحترام كبير وسط أسايس لا من طرف فرقة أحواش ولا من طرف الجمهور المتحلق به.. وينظر إليه الجميع كما لو أنه ناطق بالحكمة في شعره وأبدع القدماء في وصف فن أمارير " بعلمو الكرش" اي العلم الباطن الذي يجعل من النظم قولا حكيما نابعا من قوى فوق طبيعية ملهمة تتمثل في " الشيغ" *اي الوالي الصالح الذي يمنح القدرة على القول الحكيم والمؤثر وليس أي صالح اينما وجد حيث داكشي كايقولو كايعطيوه جوج اولياء فقط وهما سيدي محمد بن يعقوب الراقد في إيمي نتاتلت بضواحي تاگموت ومولاي الحاج الكائن ضريحه بقرية واييغد ضواحي تافراوت.. هذا هو التفسير لي عطاو الناس زمان لعبقرية وحكمة شعر إيماريرن.
الشروط التي يجب ان تتوفر في أمارير قبل ولوجه لأسايس.. أولهم حسن الصوت حيث كايعتبر اول ما يعير له الجمهور الإهتمام قبل السماع والتمعن فيما سيقول وهو ما يعبرون عنه بقول illa dars ugrd أو tla taqayt.. اي ان صوته ساحر.
الثاني حسن المظهر مغاتلقاش أمارير زمان وحتى اليوم ان يشارك في أسايس بلباس عصري او ملابس بالية فأمارير له لباس خاص والذي يكون في غالب الأحيان جلباب والعمامة Rrza والحنجر الفضي بحمالة حريرية سوداء والحذاء الاصفر Idukan.
الرصانة وبرودة الدم وعدم الإنفعال كايحتاج أمارير إلى هدوء الطبع وعدم التسرع وسخونية الدم وعدم الإكتراث إلى ردود أفعال الجمهور حيث ممكن إلقى راسو فشي حوار شعري An3ibar مع أمارير أخر في حاجة إلى الدفاع عن نفسه ولكن فحالتما انفاعل غايفقذ التركيز.. وقد يصل إماريرن في بعض الأحيان لدرجة القذف في أعراض بعضهم البعض وكشف أسرارهم أمام الجمهور.
سرعة البديهة والرد حيث كايكون أمارير في حاجة في غالب أنواع احواش وأشكاله إلى ما يترواح 10 و 20 ثانية للرد على محاوره وهذا ما يقتضي سرعة البديهة وحضورها.
المعرفة بجميع اشكال أحواش وبأوزان النظم والالحان.. حيث فاش كاتشوف مثلا ألحان أحواش " ماخف أمان" بضواحي أولوز كاتلقاها مختلفة على أحواش " درست" المعروفة بها منطقة إدوزدوت وتجد الحان " دردست" مختلفة عن ألحان أحواش " أجماك" المعروفة بها منطقة أيت باها.. وقد اعد الباحثين من اوزان وإيقاعة أحواش حتى الآن 48 وزناً.. وهي المصدر الرائيسي الذي يكسبهم زبهار وإعجاب الجمهور.
الشروط التي يجب أن تتوفر في أمارير لن يتسع مقال واحد لذكرها بالكامل منها روح النكتة والدعابة.. المعرفة بالوقائع.. قوة الملاحظة.. التضاد والمعاكسة.. حسن الإصغاء والتركيز.. المعرفة بأداب النظم والإنشاد.. الرصيد المعرفي.. مواكبة الأحداث السياسية والإجتماعية والدينية.. ولكن اكتفيت بذكر الثلاثة الاساسية بالتفصيل.. لمعرفة أكثر يمكن الإطلاع على كتاب  إيماريرن للاستاذ أحمد عصيد وكتابات الدكتورعمر أمارير ومحمد مستاوي وأخرون.
وللكتابة عن إيماريرن قد يتطلب الامر الكثير من الوقت وحتى كتاب واحد مغايكفيش كون هذا الفن مكاينش وقت محدد لبدايته حيث كانوا إيماريرن وافتهم المنية في العشرينيات والثلاثينيات وكان لهم دور كبير في فترة الإستعمار في توعية الناس بضرورة الإنخراط والإلتحاق بجيوش المقاومة كما كان لهم قصص كثيرة مع المستعمر.. ويحكى ان منهم من قُتل وسط أسايس فالوقت لي كانوا القبائل كايدخلو فحروب فيما بينهم.
هناك من يسمي أحواش بالفلكلور عن قصد الإساءة له بطريقة مباشرة وكاين لي كايقول هذ السمية بعفوية وماشي القصد ديالو الإساءة لهذ الفن الضاربة جذوره في عمق التاريخ ولكنه يسء له هو أيضاً.. حيث كلمة الفلكلور تنزع من أحواش طابعه الأصيل وتسقط جميع القواعد النظامية والشروط وتحوله إلى مجرد لوحة مصنوعة على مقاس نظرة الأجنبي السائح.. وهكذا لا تعود للكلمة الشعرية قيمة ولا القواعد والشروط أي أهمية حيث يصبح الأهم هو الحركات والنظاهر الإستعراضية التي تبهر العين وتحقق فرجة سطحية عابرة غير حاملة لأي رسالة.
جمال اينو

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع إموريك للفن الأمازيغي

2022