-->
موقع إموريك للفن الأمازيغي موقع إموريك للفن الأمازيغي

الأغنية الملتزمة في الفن الأمازيغي

 الأغنية الملتزمة في الفن الأمازيغي




ظهرت الأغنية الملتزمة في عز المد الثوري في كل بقاع الأرض في الستينات، و كانت تسمى كذلك بالأغنية السياسية الثورية، و من هنا يتضح ان الأغنية الملتزمة ارتبطت في بدايتها باليسار، و بالتالي فالأغنية الغير اليسارية لم تكن تعتبر ملتزمة و لو كانت أغنية وطنية، و ابتداء من السبعينات امتدت الأغنية الملتزمة لكي تشمل اليمين أيضا، حتى ان هناك من يسميها كذلك الأغنية السياسية...
و وسط هذا التجاذب بين ما هو ملتزم و ما هو غير ملتزم، حرمت مجموعة من الفرق من الإعتراف لها كمجموعات ملتزمة فبحكم مثلا انها غير ملحقة لأي حزب يساري، و من بين هذه المجموعات، مجموعة ناس الغيوان التي يعتبرها البعض كمجموعة شعبوية ، بينما يعتبر الجميع المطرب سعيد المغربي المنخرط في العمل السياسي اليساري فنانا ملتزما....
مازلت اتذكر أواسط السبعينات و نحن نتابع دراستنا، كنا نعتبر ان الفن الملتزم كان و لا زال يقيم على اساس العضوية في الحزب اليساري او الإسلامي و ليس على اساس مضامين النص الشعري او الموسيقى او حتى شكل الأداء الفني، على سبيل المثال مارسيل خليفة، سعيد المغربي....
يقول المستاوي ان الأغنية الامازيغية الملتزمة عند أهل سوس ارتبطت بالرمزية في تناولها المواضيع عن طريق أنماطهم الموسيقية كأحواش و فن الروايس، و بعد ذلك جاء دور المجموعات الغنائية في سنوات السبعينيات، هذه المجموعات بدورها تأثرت بما كان موجود آنذاك، و من أبرز هذه المجموعات مجموعة أوسمان التي خرجت من رحم الجمعية المغربية للتبادل الثقافي فرضت نفسها بأسلوبها و شخصياتها الأمازيغية في الحفلات و الإداعة و التليفيزيون...
و المتتبع لتطورات هذه الأغنية منذ بدايتها سيلاحظ ان هناك الكثير من التساؤلات يطرحها بعض الباحثين حول مصطلح الأغنية الملتزمة و المعايير التي تتشكل به هذه الظاهرة، إذ ان ما يميز الأغاني الجيدة عن الأغاني الفقيرة، ليس مضمون النص الشعري او جودة اللحن او مهارة التوزيع، او صوت و قدرة الفنان على التحرك في السلم الموسيقي صعودا و نزولا، الأغنية الملتزمة تستلزم الوعي بالنص المتغنى به، عندما يحضر الوعي بالنص فلابد ان تكون الأغنية واعية و كان الأداء منسجما لحنا و توزيعا و غناء، فعندما يغيب الوعي بالنص فإنك فقط تغني و تؤدي ما لا تؤمن به، و بالتالي تسقط الأغنية في ما يمكن ان نسميه بالأغنية السكيزوفرينية....
اعتقد و من منظوري الخاص انه آن الأوان لتجديد الأغنية الأمازيغية، وفق زاوية أخرى رحبة غير إقصائية تشمل الجميع ليرتقي الذوق الفني في بلادنا، فمن الطبيعي ان كل اغنية غير مبنية على اسس جمالية محكومة بالفشل و الزوال، و من أجل هذا لابد من تغيير هذه المصطلحات قبل ان يتجاوزنا الركب، و لهذا افضل بناء مفهومين جديدين اكثر رحابة مثل الأغنية المتزنة أو الأغنية الواعية أو المتناسقة و المتناغمة و المتصالحة مع داتها، بحكم ان شعوبنا تعاني من إرث ثقيل من الإزدواجية ( الأصالة و المعاصرة، النقل و العقل، الشرق و الغرب....) فلا التزام بمرجعية من المرجعيات بدون المصالحة مع الدات......فإن كان الولاء في مفهوم الأغنية الملتزمة حزبي، فبدون شك أن الإخلاص في الأغنية المتزنة إنساني....
فماذا وقع للمجموعات الغنائية المغربية مند السبعينات من القرن الماضي؟؟ حاولت سلك هذا الدرب نحو افق يغري التجربة و بعث صورة مشعة لتضيء به هذا الدرب، إلا أنها للأسف الشديد اصطدمت بواقع اكثر مرارة، لقد اصطدموا بمثقفين أميين في الفن و بمنظمات جماهيرية لا تفقه في التأطير السياسي و الثقافي لتلك المجموعات و ضاعت معها فرصة العمر..
  1. اكتبوا اسم صاحب المقال اسفله، لكي تكون لديكم مصداقية

    ردحذف

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع إموريك للفن الأمازيغي

2022