مذكرات الفنان المطرب احمد أبعمران - الحلقة الأولى
كتبها المطرب الامازيغي احمد ابعمران
في هذه المذكرات يسافر بنا الفنان المطرب أحمد أبعمران في رحلته الفنية يالتي بدأت اواخر الثمانينات واستمرت الى اليوم. من صعوبات البداية وكواليس التسجيل وبداية المشوار الفنية ومن لقاءاته مع وجوه فنية معروفة. بادرة تستحق التنويه في ظل غياب كتاب يدونون مسار اغلب الروايس و المجموعات الغنائية الا من رحم ربي. مذكرات محمد ابعمران تنشر لأول مرة على موقع إموريك.
ذكرياتي في الفن والحياة
أول شريط موسيقي أسجله بالدار البيضاء
كنت أبلغ من العمر تسع عشرة سنة حين نزل ألبومي الموسيقي الأول إلى الأسواق. حدث ذلك سنة 1989. كان لصديقي أحمد دبزا كبير الأثر في تحقيق الحلم، لقد استدعاني لتعويض أحد عمال محل تجاري، وألح عليّ كثيرا أن أسجل شريطي الموسيقي. بعد مرور مدة تعرفت على فنان كان زبونا للمحل اسمه بوشعيب شجاع، - الصورة اسفله -
وكان يعزف على كل الآلات الموسيقية تقريبا، وآلته الموندوليل هي التي وظفتها في العزف وتسجيل الأغاني، وقد توسط لي عند صاحب استوديو اسمه بوعزا رحمة الله عليه، وكان هذا الرجل أحد أكبر المتخصصين في مجاله، فقد وجدت صوره مع عبد الحليم حافظ وأم كلتوم وغيرهما من كبار الفنانين معلقة في الأستوديو. وكان أحبَّ الروايس الأمازيغ إلى قلبه هو مولاي أحمد إحيحي. حين دخلت الأستوديو قال لي: "لقيتي مولاي أحمد يالّاه مشا".
سجلت ألبومي الأول على امتداد أيام. ساعدني بوشعيب في التسجيل، وعزف على آلات عصرية، فيما عزفت أنا على آلته الموندولين، ولا أتذكر اسم ذلك الشاب الذي أجاد الضرب على الآلات الإيقاعية. التجربة برمتها كانت مختلفة وفريدة، فلا أحد من الذين تعاونوا معي يتقن الأمازيغية، وبوشعيب فنان معرب، فأمه وأبوه أمازيغيان، لكنه لا يتقن الأمازيغية، وحين يردد ّ"كورال" : "واحّا وكان" تظهر لكنته المعربة. الغريب في كل ذلك أني راهنت على الصدفة، فأنا لم أكن أملك ما أدفع به ثمن كراء الأستوديو، وكل ما في حوزتي كثير من الجرأة والإقدام على تحقيق الحلم. لقد اختبرت هذه العزيمة الفنية حين غادرت المدرسة دون رجعة وفي نيتي تسجيل الأغاني التي كنت أكتبها وألحنها وأنا لم أبلغ بعد سن الرابع عشرة، وهو أمر نادر جدا لا في تلك الأيام، ولا في هاته. لكن الله لا يتخلى عنك بيد إلا ليمسكك بالأخرى.
يتبع...