-->
موقع إموريك للفن الأمازيغي موقع إموريك للفن الأمازيغي

ما لا تعرفه عن مجموعة أودادن | الجزء الثالث

 ما لا تعرفه عن مجموعة أودادن | الجزء الثالث

الجزء الثالث النجومية

بقلم الاستاذ الحسين امكوي
كل ما كُتبَ عن مجموعة أودادن و ما سيُكتب مستقبلا كان و سيكون بأقلام صحفيين و مراسلين أجانب و من الغرب وأتسائل ألم يكن هنا داخل المغرب من الشهود أي صحفي أو كاتب أو مصور مغربي ليُغطي هذه الإنجازات و يكتب عليها؟؟ لماذا هذا التهميش لماذا هذا الجفاء نغصب نُعلن نثو نفقد عقولنا نبحث عن عقولنا نفقد قلوبنا كل هذا لا ينفع كل هذا لا يجدي و مع ذلك مع كل ذلك ننتظر اعتدالا من إعلاميينا و موضوعية من صحافتنا
ذهبت الى الموعد دخلت المقهى و أنا أتأبط دفترا صغيرا وهاتفي الجوال ذهبتُ في الموعد المحدد كنّا خمسة جلسنا الى طاولة مستديرة جلس أمامي مولاي مسعود صوت ديسكو على يمينه مولاي حسن منظم مهرجان بيوكرا وإلى شمالي محمد جمومخ و بجانبه محمد البياز وبعد أن تعرف بعضنا على البعض قبل ان أبدا بعرض ما جئت من أجله بدأ الحديث على كل شيء استغرق الحديث على الفن بصفة عامة اكثر من نصف ساعة ليبدا الحديث عن مجموعة أودادن بصفة خاصة. منذ حاولت الكتابة في بعض المواضع التي تشغل بالي أحمل في جيبي باستمرار دفترا صغيرا للملاحظات و الأخبار و اليوم أصبَحتِ الذاكرة تخونني كثيرا أصبح الدفتر يمتلئ مع نهاية النهار.
يُعتبر شريط مجموعة اودادن سنة 1985 أحسن شريط على الإطلاق وهو عمل مثالي تضمن قطع ميي تريت إربي أيزرين يوداك. مداح إسلان إزنكاد. رضا الوالدين لا يخيب أبدا عبد الله الفوا كان وما يزال مْرضي الوالدين في هذا الشريط الاول شاركت فيه المرحومة والدته بقصيدة. جميل جدا عندما تكون والدتك مشتركة معك في عمل ما هذه هي البركة هذه هي رِضا الوالدين.
في هذا الشريط لم تدع المجموعة فيه بابا إلا وطرقته : مواويل تقاسيم إيقاعات كناوية و عيساوية وأخرى متعددة أحسن فيه عبد الله الفوا وأفراد المجموعة تبادل الأدوار بمراسة وحرفية كبيرة سجل لدى صوت المعارف هذا الاستديو الذي أصبح فيما بعد مكان تداريبهم ولقاءاتهم انطلاقا من الكلمات الى الألحان و انتهاء بتصميم صورة الغشاء يقول مولاي مسعود بحظور محمد جمومخ و الفنان محمد البياز بمقهى تامونت الدشيرة قلت أن مولاي مسعود يعتبر هذا العمل هو أرقى ما أعطت مجموعة أودادن قاطبة لقد حقق هذا الشريط سبقا على مستوى الوصول الى الجمهور وإلى شاشة التلفزة الوطنية لقد بيع فيه ما يناهز مليون نسخة.
شكل العمل مفاجاة كبرى و حير المتتبعين كان بالفعل حدثا مذهلا في تاريخ الأغنية الأمازيغية إذ خالف القاعدة العامة التي تفرض أن لا يكون الشريط الاول في مسار أية مجموعة إلا خطوة أولية وابتدائية في الطريق الى إبداعات أخرى أكثر جودة مجموعة أودادن كسرت هذه القاعدة وبرهنت للجميع وبدون منازع منذ الوهلة الأول على احترافية عناصرها بأكملهم بعد هذا النحاخ الذي حققه العمل الأول في تاريخ المجموعة.
شريط 1986 أستديو صوت المعارف سهرة حية بقصر الأندلس
أياتبير إكان أزروال استمدت أغلب كلمات قطعه من الثراث الامازيغي فحقق نجاحا جماهيريا باهرا إذ كان الإقبال على اقتنائه منقطع النظير عبر جميع أنحاء المملكة و برهن نجاحه أن مستوى المجموعة وقدراتها لا تقلان عن أعتى المجموعات المغربية دات الصيت الواسع. وهو عبارة عن سهرة حية بقصر الأندلس بأكادير.
يقول بعض الناس أن سهرات مجموعة أودادن في بدايتها بداية الثمانينات وخاصة منها المحلية يصل فيها الموقف في بعض المرات إلى العراك والرشق بالحجارة غالبا ما ينقسم الجمهور الى قسمين على طرفي النقيض. الأول مكون من النساء والفتيات يشجع ويزغرد والثاني من الشباب يحتح ويصفر. وكثيرا ما يتطور ذلك الى مشاداة لا تخمد عقباه يقول أمهال العربي أنه يتلقى الحجارة ويواجهها بالباف الموجود بجانبه استفسرت الموضوع من الفنان الكبير إبراهيم الرجال الذي انضم لمجموعة أودادن سنة 1987
يقول سي إبراهيم الرجال الفنان الكبير وأحد مؤسسي مجموعة إندوزال والرياضي الكبير من أُولامبيك الدشيرة الرجل اليوم عمره 69 سنة. عندما حدتثه عن مشاكل المجموعة في بداياتها مع الجمهور. يقول أن هذا يكتسي طابع الغيرة نظرا للنمط الذي اختارته المجموعة حيث أن جمهور المجموعة في البداية جُلّه من الجنس اللطيف. الحب  والغزل والمرأة. يضيف سي إبراهيم الرجال أن هذا المشكل واجهته المجموعة فقط في إنزكان الدشيرة وبعض المناطق القريبة لبنسركاو لان هذا الجمهور لا يتقبل هذا النوع من الغناء وخاصة في بداية الثمانينات. لقد اسهب صديقي سي إبراهيم في الحديث على هذا الموضوع حتى خيل إلي أنه يعيش تلك الأحداث الآن.. وقد روى لي تفاصيل كثيرة ودقيقة عن تلك المدة التي قضاها مع المجموعة مثلا عندما يصلون الى أي مدينة عبر القطار أو الحافلة يجدون الناس ينتظرونهم بسياراتهم وبالزغاريد وكل واحد يريد أن يأخد موعدا مع المجموعة لإحياء الحفلات الخاصة والأعراس....منها مثلا أنه لما ينتهون من الغناء ويجلسون ليستريحوا يستغل الجمهور هذه الفرصة لدعوتهم لتناول بعض الوجبات أو لإلتقاط الصور معهم...
لم يكن مؤسسو مجموعة أودادن : عبدالله الفوى أحمد الفوى العربي أمهال محمد جمومخ المرحوم أعطورحسن استثناءً من ذلك. كانوا حوالي عشرة شبان قادمون من مناطق مختلفة من سوس. والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 سنة مرتبطون بالجوار وينتمون إلى نفس الحي. وقد استمتعوا بعزف بعض الآلات الموسيقية (البانجو ، الجيتار ، تام تام ، تاكنزا) التي اشتروها بوسائلهم الخاصة ومع مرور الوقت، سيتم عرض مواهبهم. ليبدأوا بقضاء أمسيات صغيرة مع الأصدقاء أو احتفالات عائلية قليلة.
بين عامي 1979 و 1985، قامت المجموعة بإحياء عدة أمسيات دون التفكير في تسجيل ألبوم. اكتسبت سمعة ممتازة في جميع أنحاء المنطقة بفضل أدائها المتنوع ولكن بشكل خاص بفضل التسجيلات التي يتداولها الجمهور عبر مسجلات الشريط التقليدية. وهكذا تم تعميم أغاني أودادن من شريط واحد إلى الآخر وبيعت في السوق السوداء. كان هناك ما يصل إلى 300 تسجيلات، حسب جمومخهذا النجاح غير المتوقع لاحظته شركة الإنتاج صوت المعارف ومجموعة أودادن حيث تم تسجيل أول ألبوم لها عام 1985
يقول محمد جمومخ أنه في نفس السنة التي تم فيها التحضير لتسجيل الألبوم الأول تمت دعوتهم للمشاركة في مهرجان تونس، من خلال وزارة الشباب، كانت بداية رحلة طويلة أحيت فيها المجموعة سهرات كثيرة في المحافضات التالية : سفاقس..توزر... تونس مونستير.
بعد عودتها من تونس ستقوم المجموعة بجولة فنية بمدن مغربية: أكادير بني ملال الرباط الدار البيضاء مراكش في إطار برنامج سهرة الأقاليم أعطى بث هذه الأمسيات على القناة الوطنية للمجموعة المزيد من الشهرة بهذا ستبدأ المجموعة تشق طريقها الى الشهرة الوطنية و يبدأ معه التفكير في الانطلاق خارج أرض الوطن. سنعود الى الذاكرة ذاكرة الذين يعرفون مجموعة أودادن عن قرب هنا أريد ان استحظر شهادة إبراهيم الرجال احد مؤسسي مجموعة إندوزال في مدينة الدشيرة بدايات السبعينات من القرن الماضي يقول هذا الإنسان العصامي دو 69 سنة أنه اشتغل مع المجموعة مند سنة 1987 و قد سجل معم شريط اهنا الحال إهنا الزمان يقول ان هذه المحطة من حياته لن ينساها ويحكي عن المجموعة أنها مجموعة منضبطة وعملية ولها قوانين داخلية صارمة.. يضيف أن سنوات الثمانينات كانت المجموعة تحيي الحفلات و الأعراس طيلة الأسبوع بدون يوم راحة 7/7 وهذا هو السبب الذي جعله لم يستمر مع المجموعة برنامج المجموعة الفني لا يتناسب وظروف عمله. تحدث كثيرا عن تواضع عبد الله الفوا يقول رغم امتلاكه لسيارة خاصة و لكن يتنقل معهم في minibus الخاص بالمجموعة عبد الله الفوا إنسان متواضع يشارك أفراد المجموعة في كل جلساتهم. ويضيف أنهم أحيوا سهرات عند أناس مهمين من الطبقات الراقية وكما هو معلوم عادة تكون هناك غرفة خاصة او خيمة خاصة بالمجموعة تكون فيها مجموعة من المشروبات الروحية من كل الأنواع تحت تصرف اعضاء المجموعة و لكن قانون المجموعة لا يسمح لاي فرد أن يتناولها إلا عند انتهاء العمل. لاحظ ابراهيم الرجال انضباطا لم يشاهده في أي مجموعة أخرى دائما حسب قوله...
يقول الفنان ابراهيم الرجال أن عبد الله الفوا إنسان صريح  تلمس الصدق و الموضوعية من حديثه يستحيل أن ينكر فضلاً لأحد عليه أو على المجموعة. مند صغره يرتاد جميع المواسم والحفلات المحلية. كما أنه يحب زيارة المدارس العتيقة وشيوخها. ولما سألته عن شخصيته قال أنه مولوع بالنكت ولا تفارق ابتسامته محياه أثناء حديثه ليضيف ضيفي أن عبد الله الفوا كان أستاذ مطالة (TÔLERIE DE VOITURE) كبير و كان يشتغل بشركة السياحة holiday cervice بأكادير قبل أن ينتقل الى مدينة العيون و بعد سوء تفاهم مع رئيس الشركة ترك العمل عائدا إلى بنسركاو هذا بالطبع قبل اختياره إحتراف الفن دائما على حد قول إبراهيم الرجال
تعتبر مجموعة أودادن سفير الموسيقى والهوية الأمازيغية في المغرب وفي جميع أنحاء العالم لأكثر من 40 عامًا، وتعود أودادن في عام 2012 مع تأليف جديد لستة مقطوعات يعتبر ألبوما آخر هو الثامن والعشرون من حياتها المهنية، على مكانة هذه المجموعة الأسطورية من سوس، في التراث الثقافي المغربي لتصبح أكبر مجموعة من الموسيقى الأمازيغية في العالم وإخلاصًا للفلسفة الأمازيغية التي تشجع على المشاركة والتضامن ، استمر هؤلاء الحكماء البالغون من العمر خمسين عامًا اليوم، وخاصة من خلال الإستمرار في المشاركة في المهرجانات وحفلات الزفاف التقليدية هذا بكل تأكيد هو سحر وثروة هذه المجموعة التي، بعد أن فازت بالفعل بقلوب عدة أجيال من المغاربة أغرت جمهورا متزايدا مثل التطورات الحديثة في المغرب فيما يتعلق بإضفاء الطابع الرسمي على اللغة الأمازيغية اكتسبت موسيقى سوس إعترافًا في السوق الدولية وتساهم أودادن كثيرًا فيه قامت مجموعة أودادن بالفعل باستطلاع أكبر المشاهد العالمية: زنجبار مهرجان بوسارا باريس بيرسي، زينيث، سلفادور دي باهيا ميركادو الثقافي كوبنهاغن وومكس، تمبكتو مهرجان في الصحراء، أنتويرب مهرجان Sfinks  بورنيو مهرجان الغابات المطيرة إلخ.... في مارس وأبريل ، ستبدأ المجموعة جولة أوروبية مع عدة تواريخ في الدنمارك وبلجيكا وفرنسا بما في ذلك معهد العالم العربي في 6 أبريل 2012
عاصفة موسيقية يسبقها هدوء و سكينة موسيقى حية موسيقى تبعث الروح في الجمهور النجاح لم يبقى على عتبة الباب النجاح اصبح أمرا حتميا يرفعون عاصفة إعصارية ويجعلون قرعهم العنيف يلقون صوتهم وأحيانًا تسبب اضطرابات في الرأس والجسم لأولئك الذين يسمحون لأنفسهم بالوقوف في كثير من الأحيان، هناك الكثير من الناس الذين يقعون في غيبوبة في الحفلات أو حفلات الزفاف حيث تحدث، يقول أحد المتتبعين في نهاية الثمانينيات، حققوا نجاحًا مع أغنية مشهورة : Amzyi adou dergh امسك بي أم أسقط، تم بيعها، كما يقال، مليون نسخة في ذلك الوقت يقول الموسيقار كامل زكري: عندما أستمع إليهم أسمع شيئًا قريبًا جدًا على مقربة من موسيقى الغيبوبة المتعلقة بالعباقرة. والرجل لديه الأذن.عازف مشهور يقول انها طقوس تمارسها كناوة من منطقة بسكرة بالجزائر كامل زكري كان المدير الفني للعديد من ألبومات النيجيري مامار كاسي والموريتاني مالوما والجزائري حسناء والبكاري.

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع إموريك للفن الأمازيغي

2022