-->
موقع إموريك للفن الأمازيغي موقع إموريك للفن الأمازيغي

ما لاتعرفونه عن مجموعة أودادن- الجزء الأول

 ما لاتعرفونه عن مجموعة أودادن- الجزء الأول 

 بقلم الاستاذ الحسين امكوي
الفكرة.. التأسيس.. التألق
من أجمل الشخصيات وأعظمها تلك التي يطلق عليها الشخصية القيادية التي يتمتع صاحبها بملكة نادرة لا يملكها إلا القليلون. الكثير من الناس يعتقدون أن القادة يُولدون ولا يُصنعون الشخصية القوية لا تخشى الخسارة. ولذلك يُنظر إليها بنظرة احترام و تقدير.
الفنان عبدالله الفوا شخصية قوية لا تخشى الخسارة. اتخد قرار مغادرة مجموعة تامونت وهو يعرف أنه مغامرة صعبة.غادرها و هي في أوج عطائها. هذا الفنان خُلق لكي يكون مؤسسا ورئيسا وعازفا مهما في أية مجموعة نظرا لبراعته في الغناء و حنجرته الذهبية.
أشير أن عائلة عبد الله الفوا أنجبت العديد من العازفين على رأسهم براهيم الفوا عازف الكمان من الجوق الطربي والحسين الفوا عازف ومؤسس مجموعة الهموم و احمد الفوا عازف ومؤسس مجموعة إبارازن وخالد الفوا الإيقاعي بمجموعة أودادن الحالية و العازف علي الفوا. الجميع يتعاطف مع هذه العائلة الفنية بامتياز. العائلة العريقة فنيا بمدينة بنسركاو. بدون أن ننسى والدته التي كانت من أطيب خلق الله وعرفت بجودها و كرمها الزائد وفرحها وترحابها الكبير بأصدقاء ابنائها وضيوفهم.
لقد ترعرع الفنان عبد الله الفوا في وسط عائلي فني وفتح عينيه على مختلف تجارب و مدارس الروايس خاصة الذين كانوا يزورون مدينة بنسركاو في المناسبات الوطنية و الخاصة وكان من بين هؤلاء احد أقطاب الأغنية الأمازيغية الغزلية الرايس سعيد أشتوك والرايس مبارك ايسار وأعرابن أيت مزار. الروايس احواش اهياض. إيسمكان فنون هوارة  أعرابن أيت مزار ثم مجموعات نسائية  تمهضرين ثم عددا من الاجواق العصرية الطربية التي تطرقنا لها من قبل.
لقد مكنه هذا الوسط من حفظ الكثير من رصيدهم و هو لا يزال شابا يتمتع بقدرة عجيبة على تقمص أي رايس قديم بطريقة تدعو الى الدهشة. فالمجموعة الامازيغية التي أنا بصدد التحدث عنها حققت نقلة هامة واستفادت من هذه الفنون كثيرا. فمؤسس هذه المجموعة قد تدرج في تعلم الإيقاع والعزف على جميع الآلات الموسيقية. تشبع بطقوسها الخاصة. طقوس اللباس الأنيق. طقوس الأغراض الغنائية المتداولة المختلفة. الغزل والمدح. بعدها ستاتي مرحلة تكوينه لمجموعته التي ترتبط بهذه الفنون. نحن الآن في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. هذه الحقبة الزمنية عرفت ظهور واختفاء مجموعة من الفرق الموسيقية بمدينة بنسركاو على سبيل الذكر لا الحصر. ناسين الهموم. ازنكاض. إبرازن تامونت.
عرفت مجموعة تامونت أواخر السبعينيات نجاحات كثيرة بفضل نمطها المميز حيث أنها المجموعة الأولى التي وضفت آلتين البانجنو من طرفعمر ؤبلخير عازف مجموعة  إزماون  الحالية وعبد الله الفوا مؤسس مجموعة  أودادن. وكما سبق ذكره في جميع الأبحاث التي قمت بها في هذا المضمار. قلت أن مدينة بنسركاو حققت السبق التاريخي في ظهور المجموعات وبالأخص وسط بنسركاو وحي أدوا إزدار لذلك سرعان ما غادر فناننا مجموعة تامونت معززا بآلته في طريقه من وسط بنسركاو الى أدوار إزدار فجاءته فكرة تاسيس مجموعة جديدة بهذا الحي.
من عمق أدوارإزدارإذا أخد الحماس الشديد هذا الشاب كان كله حيوية يصخبه دكاء كبير و أكثر ما تميز به هو مصداقيته. إنه الشاب عبد الله الفوا عازف مجموعة تامونت سابقا قلت قام هذا الشاب يومها بالإتصال بمجموعة من شباب بنسركاو ومن ابناء ادوا إزدار قصد التحدث معهم في تكوين مجموعة غنائية. أدوار إزدار الذي يعتبر معقل مجموعة من الفنانين المرموقين. تعرف حينها على كل من: كرموش محمد كوسموس عبد الله أمهال العربي برهيش الحسن .برهيش عبد الله الحسن بوتكري. اتخدت هذه التشكيلة أدجارن كاسم للمجموعة، لكن سرعان ما التحق بهم محمد جموخ والمرحوم حسن أعطور المؤسسان لمجموعة أودادن رفقة عبد الله الفوا.
كثرة أفراد مجموعة أدجارن حد كثيرا من حرية تصرفها و ضيق عليها الخناق وقرروا الإنعتاق وكان تغيير اسم المجموعة الى أودادن الذي استقوه من أحد قطعهم. ستقع بعد ذلك بعض المشاكل التنظيمية بين افراد المجموعة.ليغادر كوسموس عبد الله وكرموش محمد والحسن بوتكري المجموعة. قبيل ذلك بقليل غادر برهيش الحسن المجموعة فعوضه احمد الفوا القادم من مجموعة إبرازن لينسحب من بعد برهيش عبد الله ليلتحق بأخوه في مجموعة إبرازن.. التشكيلة الجديدة لمجموعة أودادن :
محمد جمومخ من مجموعة لجواد وعبد الله الفوا من مجموعة تامونت واحمد الفوا من مجموعة ابرازن والمرحوم حسن أعطور من مجموعة إنوبالن العربي امهال ينتمي لعائلة فنية.
جل أفرا د هذه المجموعة ينتمون الى عائلات فنية. أمهاتهم ينشطون داخل المجموعة النسائية البنسركاوية أو ما يعرف بمجموعة تِدّنْكْرَاتِينْ. يعتبر محمد جمومخ أحد أبرز العناصر في هذه المجموعة ليلعب دورا بارزا تجلى في تفوقه في الإيقاع على جميع أقرانه.غادر مجموعة لجواد والتحق بمجموعة أدجارن صارحني هذا الفنان الكبير وقال : حاليا.. أنا أحمل في داخلي ضميرا راضيا، ودوما ما تعتريني نوبات فخر كوني حققت ما كنت أرومه وأصبو إليه..أحييت حفلات ومهرجانات أمام حشود من المحبين و المعجبين صُنت مسيرة الموسيقى بشرف. نِلت ثناءً كبيرا واليوم حتى ولو أني اعتزلت الفن فمازلت أشتغل في هذا الميدان كمساعد لمنظمي المهرجانات. وأضاف بعد أن أخد نفسا عميقا بعد تأمله كأس القهوة الذي أمامه و أضاف :
كل شيء سيفنى في هذا العالم، إلا الموسيقى التي ستبقى حاضرة في ذاتها، وفي غيرها. أما بالنسبة لما أحمله من حب اتجاه مجموعة أودادن و أفرادها، لن يزول. إنه لن يتبخر أبدا. سيبقى عالقا في زوايا الأمكنة التي شهدت يوما لقاءاتنا وجلساتنا وسهراتنا، وسيتحسسه أولادنا بعدنا، إن حلوا في تلك الأمكنة نفسها. بعد ان تأسست مجموعة أودادن بحي أدوار إزدار على يد كل من :
عبد الله الفوا...البانجو
محمد جمومخ....الطمطام
أحمد الفوا...أكوال...البندير
أمهال العربي...الناقوس...تقرقابين
المرحوم حسن أعطور....القيثارة
هؤلاء الخمسة خرجوا بفن المجموعات الغنائية الأمازيغية الى الوجود. فعندما سجلوا الإنطلاقة الأولى لفن المدح والغزل كان من الطبيعي ان يرتبط بهم عدد كبير من المجموعات الغنائية الأمازيغية ارتباطا مباشرا..أصبحت المجموعة في تشكيلتها الجديدة نشيطة وسريعة البديهية و الإبداع لذلك لم يكن من الصعب على عناصرها استحداث كثير من الآلات الموسيقية كمثال آلة القيثارة و كانكا والناقوس وأكوال وتقرقابتين. ستكتمل الصورة فيما بعد لما أثاروا اهتمام السيد باكري أحمد لما لمسه فيهم من حماس وجدية و نشاط فكان لهم بمثابة الموجه والمؤطر و الإداري والمسير المالي بمساندة السيد رزوق الحسن.
تعاملت المجموعة منذ انطلاقها مع الشعر الثراتي الامازيغي وابداعات الروايس وهذا شيء طبيعي لان عبد الله الفوا هو خريج تلك المدرسة الخالدة المتميزة. تتميز موسيقى المجموعة بالإيقاع السريع والعزف الموسيقي المتميز الذي يعتمد على الخفة.السرعة و الإتقان على آلة البانجو الذي يعزف عليها رئيس المجموعة عبد الله الفوا والقيثارة من تخصص المرحوم حسن أعطور الذي يعتبر من أمهر عازفي هذه الآلة. كما ان المجموعة تضبط جميع الإيقاعلت الشعبية التي تمتاز بها مناطق اشتوكة وهوارة أكادير. من منا لا يعشق أغانيها التي تطرب الآذان و من منا لم يرقص على إيقاعاتها التي تسحر العقول.
سحر وانجداب.. انجداب كما تنجدب العناكب الى رائحة الليمون القدرة على امتلاك قلوب وارواح الجماهير الواسعة القدرة الكبيرة على النفاد الى أعماق وجدانهم و استلهام مشاعرهم الفنية.
شاركت المجموعة في العديد من الحفلات و المهرجانات المحلية و الوطنية. بعد تهييء الظروف الأولية قبل مرحلة التسجيل حيث أمست القطع كاملة بحميع التحسينات بعد مرحلة من التداريب المستمرة سجلت المجموعة أول شريط سنة 1984/1985 الذي  وتضمن قطع : إغير إرا ؤتبير أيسو و ماداح إسلان إزنكاضكات أسلامينو دو ئكالن و أيودادن.
أما السهرة الخالدة و الرائعة فهي تلك التي شهدتها مدينة تزنيت سنة 1986 في إطار سهرة الأقاليم التي نقلت مباشرة الى جميع أنحاء المغرب.

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع إموريك للفن الأمازيغي

2022