-->
موقع إموريك للفن الأمازيغي موقع إموريك للفن الأمازيغي

شرح و تحليل قصيدة أركان أرشاش علي شوهاد

 شرح و تحليل قصيدة أركان أرشاش علي شوهاد

بقلم: عبد الله العسري
عندما نعود إلى قصيدة  أركان نجد أن شاعر المجموعة شوهاد يعتمد على استنطاق البيئة التي هي عادة بكماء إشارة إلى الوضع المأساوي الذي عاشته الفضاءات الغابوية ببلادنا، ومنها فضاء أركان، ومن تم يقول الشاعر أنه من آياته تعالى أن خلق الغابة بكماء لا تتكلم لكن لما أصابها التدمير وأسرف الناس في قطع أشجارها صاحت وأنذرت بني ءادم بخطورة الوضع الذي يعيشه أركان بين أحضانها حيث قالت المجموعة على لسانها :
إزمزوزغ ربي تاكانت ؤرا ساوالنت غصاد غاس حاولن مدن تساول تناياغ
إكا واركان أزيضار ييلي غ إرافان ميد ؤزريك أياد إزري ربي فلاس
إس ؤكان تيويت لعار كيين أيا شاقور إما أركان إيغ إيبي إيفل مات إيتارين
ترجمة تقريبية :
خلق الله الغابة بكماء لا تنطق واليوم لما أسرف البشر في قطعها نطقت
قائلة : أركان يتألم وأصابه العطش مرت عليه فترات الجفاف كلها
تبا لك أيها الفأس لسوء صنيعك فأركان يترك خلفه بذرة ولو أستؤصل
ظلت شجرة أركان مقاومة ظروف الزمن طيلة قرون وأعالت أبناءها في المغرب أيام الشظف، واليوم تستنجد بهؤلاء الأبناء الذين تقوت أجسامهم بزيوتها وأرضعت صبيانها أيام الشدة ، وهاهي اليوم تخاطبهم مستغنية عن سقيهم لها بعد أن كبرت إذ كانت محتاجة لذلك في صغرها أما وإن كبرت فالتمنح الساقية مياهها للوادي قائلة :
إنا واركان إ تركا فك إمان إواسيف إرا مايحنان إدانغ إسو غ ءإيرافان
إما غيل غ نخلف أدانغ سول ؤر إيسو يان
ترجمة  تقريبية:
قالت شجرة أركان للساقية امنحي مياهك للوادي يا من كان رؤوفا يسقيني أيام العطش
أما الآن بعد أن كبرت فلا حاجة للماء
ويعود الشاعر ليوضح لنا خريطة أركان فيبدأ بقبائل سوس وضواحيها ليصل إلى إحاحان المكونة من 12 قبيلة من أيت ءامر جنوبا اتجاه أكادير إلى قبيلة إداوكرض شمالا اتجاه الصويرة ليوجه لهذه المناطق كلها نداء من أجل الكف عن تدمير هذه الشجرة التي اعتبرها الشاعر إرثا تاريخيا ومفخرة للمغرب بأكمله ، ليخلص أن أركان هو زاد الانسان أيام الشدة حيث يعيل أسرا عديدة وتقتات منه المواشي كالماعز الذي يصعد إلى أعاليه، واليوم بعد أن اختفت الأزمة نسبيا تكاثفت عليه الفؤوس لاستئصاله وفي هذا يقول شاعر المجموعة :
لكست آر سوس آر إكي ن سوس أر إحاحان ؤهوي أركان إتوبويت نرات إ التاريخ
أسرس نسكار إيويدا تن ؤريطافن عيش إيكا واركان داأك إروان غ تاساسين
أ ليغ إرؤمي سيباب إيس يوسي تاكاتين غاصا غ إيعفا ربي ضرن فلاس إيشوقار
نتو اجميل إيبابنس نتوياس لخير اركان إيغ ياد إيبي دا تلوحن تاياوين
إيشوقار وناي وضان غ سرس إيلوح
ترجمة تقربية:
من سوس وأعاليه إلى إحاحان لا لتدمير أركان نريده للتاريخ 
نتفاخر به في وجه من لا يملكه أركان شجرة المحن والشدائد
أعالت الأسر لما قل الزاد ، واليوم لما عفا الله تقاطرت عليها الفؤوس
ونسينا خيرها وجميل صنيعها أركان ولو قطع إربا إربا يترك خلفه
أما الفؤوس فدأبها القطع والتدمير
واستأنف هذا الشجر حواره موجها هذه المرة خطابه للساقية وذلك لما استغنى عن مياهها لأنه خلق في تربة بورية لا تحتاج إلى الماء بشكل دائم ، وتعود على الجفاف كما تعود على التقليم إشارة إلى إسراف الإنسان في تدمير الغابة وتحويلها إلى حطب وفحم بشكل ينذر بكارثة بيئية قائلا :
إينا واركان إيتركا فك امان إواسيف إخلق أغد ربي غ لبور نميار إيرافان
نميار افراض كرا كينغ إيقورن فرسين نميار إينكان كرا كينغ إيفرسين إيكمض
مانزاك اياضو نسوس ا ريح ن بوباركي ؟ إغليد غ تيزي نتاست تلكمد إيسندالن
اسمهوزو اسمدودي ن سين إفاسن اس نحنش اداك دا كيغ إيتخاصامن
ترجمة تقريبية :
قال أركان للساقية امنحي مياهك للوادي خلقني الله في البور تعودت على العطش
وتعودت على التقليم كل يابس مني يصير حطبا وكل حطب يطرح في موقد النيران
أينك يا عطر ونسيم سوس؟ يصعد من تيزي نتاست ليصل إلى إيسندالن اهتزاز وتحريك قوي وبكلتا اليدين بهما أضم شجرة أركان لأستأصلها.
أركان إرث الأجداد.
كان الشاعر ذكيا لما اعتبر أركان جزءا من تاريخ المغاربة الذي يجب أن تتظافر الجهود لحمايته إذ لا وجود لأمة بلا تاريخ ، كما تحدث عن مجمل فوائد هذا الشجر قائلا
أداك ايامزيغ كيكان إيك نسوتر مياد إيزرين إيغ راد اويغ تيرانس تاراغ نيت ؤرانحودو تامكورارت ! ؤلا لمزيت ن واداك ءيلان س لفيعل
ترجمة تقريبية :
أيها الشجر الأمازيغ جميلك لا يحصى، ولا أستطيع تدوين مزاياك وتاريخك
من أين لي أن أسرد كل فوائدك !
وأين لي أن أحكي مواقفك كشجر صامد عبر الزمن . وصية أب لخلفه ويختم الشاعر قصيدته بوصايا وجيهة أوردها على لسان فتى يحكيها عن أبيه الذي أورثها هو الآخر عن عن جد الفتى ، وهذا لون من الفنون الشعرية التي تختزل وقائع التاريخ في نص شعري جد دقيق يمكن استيعاب مضامينه بشكل حكائي مبسط لا يتطلب من المتلقي شروحات معقدة ، وهذا اللون من النظم الشعري تنفرد به مجموعة أرشاش في العديد من قصائدها .
وفي هذه الأبيات الأخيرة يركز الشاعر على الدفاع على ثلاثة عناصر الحرية تفوكت الشمس، أركان ، الأرض  تيغولا، ولا معنى للحياة من دون هذه العناصر الثلاث إذ لا حياة لشعب استعمرت أرضه أو سلبت منه حريته أو دمرت بيئته ، هذه المبادئ الثلاث هي من صميم وصايا الأجداد واستأمنوها في أيدي الخلف لئلا يجلب الذل من بعدهم والمتلقي سيستنتج تماسك وتناسق هذه المعاني في نظم رائع ذو ثلاث أقطاب كالأثافي وهي :
ءينايي بابا ف باباس ءيناياسن سين أسارك ؤرءيكند لخلق ياويتن تافوكت إييوي هايي ءارك نطوصو اسارك كيس أورءيبيد لخلق نتلنك ويسين ءاركان ءاد اتكابلت ءاسغار نس ! د  ءيوتا ن واكال كابل تيغولانك اشكولاصل ءاداختند ءيفلن غ ءيفاسن.
الترجمة التقريبية :
حكى لي أبي عن أبيه قائلا :
اثنان إياك أن تخدع فيهما . أولاهما : الشمس يابني ها أنا أوصيك
ألا يحجبها عليك أي مخلوق ثانيهما : هذا الأركان أحرس جذوعه !
وراقب حدود أراضيك بيقظة لأن الأجداد استأمنوها في أيدينا .

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

موقع إموريك للفن الأمازيغي

2022